عبر إعلانات المساعدات والجوائز

مدير عام "التحريات": مجرمون ينتحلون صفات شخصيات مرموقة في المجتمع للإيقاع بالضحايا

 

◄ اكتشاف جميع جرائم انتحال صفة الغير خلال العام الماضي وضبط مرتكبيها

◄ ضرورة التثبت من صحة الهوية الوظيفية عند الاستيقاف

 

مسقط - الملازم/ حمود الزيدي

أكد العميد جمال بن حبيب القريشي مدير عام التحريات والبحث الجنائي أن جريمة انتحال صفة الغير من الجرائم التي بدأت بالانتشار في العديد من دول العالم، إلّا أن المؤشرات على المستوى المحلي تشير إلى محدودية وقوعها في سلطنة عمان خلال العام الماضي 2021 والأعوام السابقة، مشيرا إلى أن الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي تمكنت من اكتشاف جميع البلاغات وضبط مرتكبيها، فضلا عن مواصلة جهود التوعية في هذا الجانب من خلال تسليط الضوء على بعض الإجراءات البسيطة التي يقوم بها الشخص لحمايته من الوقوع ضحية لهذا الأسلوب الجرمي.

وتعد جريمة انتحال صفة الغير من الجرائم الشائكة التي يرتكز النشاط الإجرامي فيها على انتحال شخصيات مهمة مثل الموظفين الحكوميين ورجال الشرطة ورجال الأعمال وغيرها من الوظائف المهمة وذلك من أجل تسهيل المخططات الإجرامية لدى المجرمين وتمهيد الطريق أمامهم لارتكاب مزيد من الجرائم كالسرقة والنصب والاحتيال والابتزاز.

وحول الدوافع التي تقف خلف ارتكاب جريمة انتحال صفة الغير، أشار العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تم رصدها لدى مرتكبي هذه الجريمة منها ما هو متعلق بالرغبة في الكسب السريع والحصول على الأموال دون بذل أي جهد. وذكر أن هناك أسبابًا أخرى مرتبطة بالحالة النفسية والصحية للجاني، فقد يلجأ أحد متعاطي المخدرات أو المؤثرات العقلية إلى انتحال صفة الغير بهدف كسب المال، مدعيًا بأنه موظف قادر على ضبط الضحية، وأن عليه دفع مبلغ مالي للحيلولة دون ذلك، وفي هذه الحالة ونظرًا لقلة الوعي والمعرفة لدى بعضهم يتم الاستجابة لمطالب هذا الشخص دون التثبت من مدى صحة الهوية التي يدعيها.

وأشار العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي إلى أنه مع تطور تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت أساليب جرمية عديدة لانتحال صفة الغير؛ حيث يقوم الجناة بانتحال صفات شخصيات مرموقة في المجتمع واستدراج الضحايا عبر إعلانات المساعدات أو الجوائز المالية أو تقديم إغراءات للإيقاع بالضحايا مثل إبلاغ الضحية بفوزه بجائزة ثمينة وبدفع مبالغ مالية لاستلام هذه الجائزة. وتابع أن أسلوب انتحال صفة الغير يظهر جليًا في بعض جرائم الابتزاز الإلكتروني بحيث يتم التواصل مع الضحية واستدراجه لإرسال بياناته الشخصية إضافة إلى صور خاصة متعلقة به ليتم ابتزازه من خلالها لاحقًا.

وفيما يختص بجرائم انتحال صفة رجال الشرطة، أوضح العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي أن بعض الأشخاص ممن لديهم ميول إجرامي يعمدون إلى إخفاء نواياهم وأعمالهم خلف هيئة رجل الشرطة؛ لضمان تنفيذ جرائمهم، ومعظم ضحاياهم من المقيمين بسبب قلة المعرفة لديهم بالإجراءات المتبعة؛ إذ يعمد المنتحلون إلى استيقافهم مدعين أنهم رجال شرطة ثم يتم سرقة أموالهم ومقتنياتهم.

وأفاد القريشي أنه ينبغي على كل شخص يتم استيقافه التثبت من هوية الشخص الذي استوقفه عندما يكون مرتديًا الزي المدني من خلال طلب إبراز هويته الوظيفية، والتأكد من مدى صحتها، وفي حالة رفضه عليه الاتصال بمركز عمليات الشرطة على الرقم 9999 أو إبلاغ أقرب مركز وتزويدهم ببيانات مركبة المتهم.

وأكد العميد جمال القريشي أن الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي تبذل جهودًا حثيثة للتصدي لجرائم انتحال صفة الغير، وذلك من خلال تكثيف دوريات التحري لرصد أية سلوكيات إجرامية وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة، إضافة إلى الجهود المبذولة لنشر التوعية وغرس الوعي الأمني للمواطن والمقيم بالتنسيق مع إدارة العلاقات والإعلام الأمني.

وأشاد العميد مدير عام التحريات والبحث الجنائي بتعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات الرسمية في المحافظة على أمن واستقرار المجتمع من خلال التزامهم بالقوانين والإجراءات التي من شأنها المساهمة في منع الجريمة والحد من آثارها.

تعليق عبر الفيس بوك