مواقف مؤلمة وطاقات مهدرة

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

في حياتنا اليومية تمر علينا الكثير من المواقف المؤلمة أو حتى الطاقات المهدرة والتي قد نتعرض لها أو نعيشها نحن أو قد تروى لنا على لسان صديق أو عزيز علينا.

موقف مؤلم أن ترى شابًا مسرّحًا من العمل وعليه دين مُطالب بسداده ولأنه لم يعد لديه مصدر دخلٍ أصبح عاجزًا عن الوفاء بالأقساط الشهرية وبالتالي فهو مُطالب من قِبل جهات الاختصاص، وكل ذنبهِ أنهُ اقترض عندما كان لديهِ دخل ثابت يُعيل بهِ نفسهُ وأسرتهُ ولا يعلم ما يُخبئ له القدر، وهنا قد يقول قائل يجب أن يستفيد هذا المسرّح من نظام الأمان الوظيفي، ولكن كم من مسرّح لم تنطبق في شأنه اشتراطات الاستحقاق وبالتالي أصبح خارج تغطية هذا النظام التكافلي، أليس الموقف مؤلمًا بحق.

طاقة مهدرة عندما تجد شابًا أو شابة حديثي التخرج وعندما كانا على مقاعد الدراسة كانا حالمين بمستقبل مشرق بعد التخرج وكانت أسرتيهما تمنيانِ النفس بأن يظفرا بفرصة عمل ليُعينا نفسيهما ثم عائلتيهما على أعباء الحياة ولكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث كل تلك الثقة بالنفس وكل تلك المعارف والمهارات المكتسبة أصبحت مُعطلة ولم يُستفد منها لأنهم دخلوا في صف الباحثين عن العمل ضمن قائمة انتظار فرص عمل قد يحصلان عليها يومًا ما، أليست هذه طاقة مهدرة.

موقف مؤلم أن ترى رائد عمل كان في يومٍ من الأيام ناجحًا ويشار له بالبنان كتجربة رائدة لكون مؤسسته كانت تسير في الاتجاهِ الصحيح وتكبر يومًا بعد يوم ولكنه إما لظروف الجائحة والأزمة الاقتصادية التي رافقتها أو لسوء التدبير لديه وعدم التركيز نحو تحقيق أهداف مؤسسته فقد تلخبطت أوراقه وأصبحت تجارته في إنحدار وأفل نجمهُ بعد أن كان لامعًا وتراكمت عليه الديون وأصبح عاجزًا عن سداد التزاماتهُ تجاهِ الغير، أليس هذا موقفًا مؤلمًا بحق.

طاقة مهدرة عندما تجد موظفا أو عاملا يعمل لدى مؤسسة مرموقة وبسبب وجود مسؤول فاشل يُشخصن المواقف ويُقرر حسب أهوائه لا وفق لوائح المؤسسة وتجد هذا الموظف الذي كان مُنتجًا ومثالًا للجد والمثابرة ليس على وفاق مع هذا المسؤول لاختلاف الرؤى ووجهات النظر ولأن هذا المسؤول يكبح جماح انطلاقته نحو تحقيق أهداف المؤسسة وعندما يتعرض هذا الموظف للتهميش والإقصاء ماذا سينتج عن ذلك إلا خسارة للمؤسسة وهدر لطاقة موظف منتج متحمس كان يصول ويجول في أروقة المؤسسة بين أداء واجبات عمله وتقديم الاستشارات وتشارك المعارف والخبرات، أليس ما تعرض له يُعتبر طاقة مهدرة.

ونجد في مختلف المجتمعات نماذج كثيرة للمواقف المؤلمة والطاقات المهدرة التي من المؤسف جدًا أن تحدث، ولكن الذكاء في مثل هذه المواقف يكمنُ في كيفية صناعة الفرص من رحم المُعاناة وفي كيفية تحويل المحن إلى منح، ويتوجب على الجميع تلقي التدريب الكافي لكي يتعلم مهارات التغلب على الصعوبات واقتناصِ الفرص وصناعة قصص النجاح.