مركز لوى للعلوم والابتكار

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

 

 

لمن لم تسنح له الظروف لزيارة مركز لوى للعلوم والابتكار، نُقرِّب له الصورة عبر هذه السطور؛ حيث إنَّ هذا الصرح الجميل عبارة عن مركز علمي متخصص يسهم في توفير بيئة محفزة، لتوليد الأفكار الابتكارية في العلوم والتقنية والطاقة المستدامة وعلوم الفضاء والثورة الصناعية الرابعة ومجالاتها وذلك من أجل خدمة المجتمع، وقد حظي بدعم من شركة "أوكيو" كجزء من خدماتها ضمن المسؤولية الاجتماعية، وتشرف عليه وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة.

في الزيارة التعليمية التي نظمها مجلس أولياء أمور ولاية صحار، إلى مركز لوى للعلوم والابتكار، ضمن الفعاليات التحفيزية للطلبة المجيدين في التحصيل الدراسي، وذلك صباح يوم الخميس الموافق 24 مارس 2022، سنحت لي الفرصة للتعرف عن قرب على الأهداف الرئيسية لهذا المركز العلمي، وذلك من خلال الالتقاء بالإخوة والأخوات المشرفين بهذا المبني التنويري، الذين قدموا لنا شرح وافيا لمكونات المركز وما يحتوي من قاعات وأجهزة، حيث يأتي أهم هدف لوجود هذا المبنى العلمي من خلال نشر ثقافة الابتكار لدى الطلبة والقائمين على العملية التعليمية والمجتمع المحلي، كذلك تعزيز قدرات الطلاب وتهيئتهم للمنافسة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي في مختلف المسابقات العلمية، والتكنولوجية، والروبوتات، إضافة إلى أنه يقوم بالإسهام في الجهود الوطنية لمواكبة رؤية "عمان 2040" والثورة الصناعية الرابعة وتوظيف تطبيقاتها في مجال التعليم، وبث روح البحث العلمي والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لدى الناشئة ورواد الأعمال والمؤسسات، والجهات الحكومية، والخاصة، والأهلية.

الحقيقة أنَّ الثورات الصناعية بدأت بخطوات بسيطة ثم وصلت إلى ما نحن عليه الآن من طفرة تكنولوجية وصناعية، ولو رجعنا للخلف لوجدنا أنَّ الثورة الصناعية الأولى بدأت في القرن الثامن عشر باستخدام البخار، ثم الثورة الثانية باختراع الكهرباء في القرن العشرين، والثورة الثالثة في الربع الأخير من القرن العشرين بدخول عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لذلك فإن وجود مثل هذه المراكز العلمية يخدم مجال الثورة الصناعية الرابعة التي نحن اليوم نعيش معالمها، ويتجلى ذلك في كثير من الصناعات والابتكارات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات العملاقة أو الضخمة، والروبوتات، والحوسبة السحابية، وكثير من الاختراعات التي وصلتنا أخبارها وتلك التي لم يتم طرحها أو الإعلان عنها حتى الآن. ووجود مثل هذا المركز يتناسب مع ظروف وحاجة هذا العصر، ومن الجميل أن تتم الاستفادة من شباب هذا الجيل للتكيف مع التكنولوجيا التي تتناسب مع وقتهم الحالي، وتعزيزهم وتشجيعهم لتوليد الأفكار الابتكارية التي لديهم في مُختلف العلوم.

لذلك نأمل بإذن الله أن يكون هذا المركز وغيره من المراكز العلمية ليكون بابا نحو صناعة المخترعين والمبتكرين الذين يعول عليهم المجتمع والوطن كل خير.

في الختام.. شكرًا لجميع القائمين على هذا المركز العلمي الذي نفخر بإدارته بكوادر وطنية مجيدة، والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم لتشجيعها لمثل هذه المراكز العلمية الواعدة، وشكر خاص لشركة أوكيو لرعايتها لهذا المشروع التربوي العلمي الثقافي الجميل، ونتمنى من جميع مؤسسات القطاع الخاص تبني مثل هذه المُبادرات التي تخدم تنمية المجتمع وتطوره وتقدمه.