علي بن بدر البوسعيدي
قرأت خلال الأيام الماضية كتاب "حصاد كفاح الحياة.. سيرة ذاتية" لمؤلفه عبدالله بن علي بن عوض باكثير الكندي، وهو أشبه بسياحة فكرية، ورحلة أدبية في تاريخ سلطنة عمان منذ مطلع عصر النهضة حتى تاريخ طباعة الكتاب، ليقدم حصيلة سيرته الذاتية والعملية تنقّل فيها ما بين ولايات عمان وفي مشايخ الخليج التقى فيها خبراء ومسؤولين، وتعرف على كثير من سادة عمان ووزرائها والعاملين في السلك الدبلوماسي.
في هذا الكتاب ستمر على ذاكرة القاريء الذي يتصفح الكتاب مشاهد، وفصول من تاريخ عمان المعاصر والحديث وسيعبر فوق كل محطة من محطات النهوض والبناء التي شهدتها بلادنا العزيزة، وسيغوص في أعماق التاريخ ويستخرج الدرّ الكامن في أعماقه.
ومن عمان الأم إلى ظفار موطن المؤلف عبد الله باكثير ستقع عين المتصفح على صفحات من التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لأهل ظفار ودورهم في التجارة العالمية، والصلات الحضارية بينهم وبين أهل اليمن خاصة وحواضر الخليج العربي بصفة عامة.
وبعد ثمانين عامًا من النحت في الصخر والمشاركة مع أبناء وطنه في بناء النهضة المباركة تحت قيادة - المغفور له بإذن الله تعالى - السلطان قابوس سرد لنا المؤلف شهادته على العصر مقررونة بالصور والوثائق التاريخية، والمنشورات الصحفية إنها حياة كاملة ما بين دفتي الثورة والنهضة سعى فيها إلى توثيق أهم مواقف حياته وذاكرته التاريخية عبر مختلف المراحل التي مرّ بها متمنيًا أن تكون ذات فائدة ونفع- بإذن الله- لأبناء هذا الوطن.