"ندوة الظاهرة" توصي بإنشاء متحف تاريخي ومواصلة التنقيب الأثري وإعداد البحوث والدراسات

عبري- ناصر العبري

رعى سعادة نجيب بن علي بن أحمد الرواس محافظ الظاهرة،  أمس، ختام  أعمال ندوة "محافظة الظاهرة في ذاكرة التاريخ العماني"، والتي نظمتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية،  في قاعة المهلب بن أبي صفرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في عبري.

وألقى الدكتور ناصر بن علي الندابي أستاذ التاريخ المساعد بجامعة الشرقية كلمة المشاركين، أكد فيها أنَّ اختيار هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، لإقامة ندوة عن محافظة الظاهرة لم يأت من فراغ، وإنما كان عن وعي ونظرة فاحصة، تنم عن إدراك لكنه هذا العبق التاريخي، وتلكم الحضارة التي ضربت بجذورها، في عمق الزمن عبر عصوره المختلفة. وأضاف أن الظاهرة محافظة "لا يحصى تاريخها، ولا تحوى أمجادها، ولا تستوعب أحداثها، فكل حجر ومدر فيها، ينطق لك بحدث وقع على ساحته، ومجد شهد لحظاته، وحضارة بنيت على أكتافه، وشجاعة قادة وجنود، كانوا السد المنيع، والحصن الشامخ، في وجه من تسول له نفسه، الاقتراب من هذا الثغر الكبير". وأشار إلى أن البحوث المقدمة، كشفت جوانب التميز التي حظيت بها هذه المحافظة، في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وقد أعد هذه البحوث، ربابنة مهرة، من الأكاديميين والباحثين والكتاب، والمهتمين بالدراسات الاجتماعية والاقتصادية، وأدب الرحلات.

وغطت الندوة، على مدار يومين، محاور مختلفة كانت بين المحور التاريخي، إلى المحور السياسي، والمحور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وخرجت الندوة بعدة توصيات تضمنت: مواصلة العمل في عمليات التنقيب والمسح الأثري في محافظة الظاهرة، وإيلاء مزيد من الجهود القائمة في الاستثمار السياحي لمختلف المواقع الأثرية والتاريخية فيها، ومخاطبة الجهات ذات العلاقة بإنشاء متحف تاريخي يتم من خلاله إبراز المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية والوثائق والمخطوطات التي تزخر بها محافظة الظاهرة. وشملت التوصيات الدعوة إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في الجانب الأثري والحضاري والتاريخي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمحافظة الظاهرة، وإبراز الشخصيات الفاعلة حضاريا في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي كان لها تأثير في تاريخ محافظة الظاهرة، ومواصلة الجهود في تشجيع المواطنين على تسجيل وثائقهم ومخطوطاتهم التي ترصد جوانب مختلفة من تاريخ محافظة الظاهرة وأيضًا تسجيل التاريخ الشفوي المتعلق بأهم شخوصها، وزيادة الاهتمام بدراسة الموروثات الثقافية وأنماطها المختلفة سواء المادية منها أو غير المادية ومقارنتها بالموروثات الثقافية في بقية محافظات السلطنة.

وأوصت الندوة باقتراح مشروع متكامل باسم "طريق القوافل من عمان إلى شبه الجزيرة العربية" لإبراز مُحافظة الظاهرة كمركز إقليمي اقتصادي نظرا لموقعها الاستراتيجي منطقة حدودية وبوابة عبور لداخل السلطنة وخارجها فضلا عن توثيق الرحلات البرية بالجمال وسيرا على الأقدام وإبراز تلك الطرق ومساراتها المختلفة وإعداد خارطة لتلك المسارات من الطرق.

تعليق عبر الفيس بوك