أحمد السلماني
نعم.. كأس استثنائية لأنها خرجت عن المألوف من حيث الإعداد والتنظيم والمستوى الفني العالي لطرفي النهائي والزحف الجماهيري الذي ساندهما وتوّج كل ذلك الإعلام الرياضي بمختلف مساقاته، المسموع والمقروء والمرئي فضلاً عن فتح المجال لمنصات التواصل الإعلامي للتفاعل مع الحدث الكبير، لتعيش البلاد قاطبة والمنطقة الخليجية أمسية كروية استثنائية، كما واستعادت الكرة العُمانية مكانتها فنيا وجماهيريا وتنظيميا.
(التنظيم)
إشادة كبيرة حظيت بها أمسية الختام الجميلة من خارج وداخل البلاد من حيث التنظيم وسلاسة حركة الجماهير والمركبات دخولا وخروجا، والفعاليات المصاحبة قبل وأثناء وبعد المباراة فضلا عن توفر مواقع للترفيه وأكشاك المأكولات والمشروبات والباعة المتجولين في المدرجات، أفكار جميلة وغير مسبوقة أشادت بها الجماهير وحفزتها للحضور ونتمنى البناء عليها وتطويرها.
(الجماهير)
هي سر نجاح هذا النهائي المُميز، طوفان بشري هائل اعتقد جازماً أنه تجاوز طوفان خليجي 19، يقال إن الأمواج البشرية التي ارتقت المدرجات تجاوز عددها 26 ألفا وهناك ما يقارب الـ10 آلاف متفرج لم يسمح لهم بالدخول لدواعي الأمن والسلامة الصحية واعتبارات أخرى يدركها المنظمون، إن "قيامة" هذه الجماهير كان نتاج عمل حقيقي للناديين الذين يمتلكان قاعدة جماهيرية كبيرة، كذلك هناك دور للمنظمين في كلا الناديين ولمجالس الجماهير والفرق الأهلية، والترويج والتسويق للمباراة، المشهد برمته لم ينقل لي، بل تواجدت في مدرجات جماهير الرستاق ليتمكن أبنائي من الحضور ولأرى بنفسي مشهد حال وواقع الجماهير والتي تحتاج إلى مزيد من التحفيز والتيسير عليها ويحسب لشرطة عمان السلطانية والمنظمين السيطرة الكاملة وسلاسة دخول وخروج هذا المد البشري في وقت ومكان محددين.
(السيب)
ناد بمعدن أصيل، لا زلت ولا زال أبناؤه يتذكرون سقوطه المؤلم قبل أكثر من عقدين، غاب عن البطولات ومنصات التتويج، ولكنه غياب قسري فرضه واقع الحال، قيادته وأبناؤه الأوفياء أرادوا له أن يقف على قاعدة صلبة فكانت إستراتيجية طويلة الأمد جعلت منه اليوم أنموذجا حقيقيا للمؤسسات مستدامة النجاح بفضل الاستثمارات التي ترفد خزينة النادي مما مكّنه من تفعيل 11 رياضة منها كرة القدم، الرياضة ذات الكلفة العالية، فإذا به في آخر 3 سنوات رقما صعبا وموجبا في كرة القدم العمانية، يتقاسم صدارة الدوري مع ظفار والنهضة هذا الموسم وعزف " الإمبراطور" سيمفونية النصر يوم النهائي الكبير وصدق من قال "عمره السيب ما يدّمع".
(الرستاق)
صدم الفريق القادم من الريف الداخلي الوسط الكروي والمحللين والمتابعين ببروزه وتصاعد مستواه منذ انطلاقة الموسم، إذ إنه يأتي خلف فرق صدارة دورينا المثير حاليا كما وأزاح من طريقه عديد العقبات في طريقه لنهائي الكأس الـ50 الغالية، وأكد على أحقيته في ذلك عندما أطاح بزعيم البطولة وأندية السلطنة وأعلن عن نفسه طرفا في النهائي لأول مرة في تاريخه، الحقيقة أنَّ كل ذلك تأتى بفضل إرادة أبنائه والبناء المستدام عندما تبني إدارة على عمل سابقتها فكان الاستقرار الإداري والتأكيد على الاستقرار الفني عندما حافظت الإدارة الحالية على الفريق من جهاز فني ولاعبين فكانت النتيجة حضورا تاريخيا غير مسبوق لـ"عنابي الجبل".
(الترويج والتسويق)
لمسنا تغييرا كبيرا من النواحي التسويقية والترويج للبطولة الأغلى، ونأمل المزيد من خلال استثمار الزخم الإعلامي والزحف الجماهيري في الترويج والتسويق لبطولاتنا خارجيا حتى نستعيد مكانة وهيبة مسابقاتنا وأنديتنا ومن ثم تحقيق عوائد تسويقية تثري رياضتنا ومسابقاتنا.
(الإعلام الرياضي)
الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي مساهمة الإعلام الرياضي في نجاح هذه النسخة الغالية، والزحف الجماهيري الكبير خير شاهد، إلا أنه ومما يؤسف له أن هذا الطيف المهم لم يلقَ ولم يجد ذلك الاحترام الذي يستحقه، فمن المعيب أن لا يجد الإعلامي والمصور"غرشة ماي" يشربها، وأن يضطر الصحفي والمصور للخروج إلى مواقف السيارات ليرسل المواد والصور لعدم توفر الإنترنت. كان من المؤمل أن تحظى وسائل الإعلام بما يساعدهم على أداء رسالتهم والقيام بواجبهم، لكن من المؤسف أن هذا الموقف وغيره من المواقف يتكرر في كل المناسبات الرياضية الكبرى؛ لأنه فيما يبدو جليًا أنَّ الصحفيين ووسائل الإعلام يأتون في آخر سلّم أولويات الجهات المُنظمة. والحقيقة أنَّ هذا الإعلام يجب أن يحظى بالتمثيل في اللجان التنظيمية، وصوتي هنا أوجهه إلى لجنة الإعلام الرياضي في جمعية الصحفيين العمانية، فهل تسمعني اللجنة؟!