فانتازيا

 

عائض الأحمد

دخل اللعبة وخرج من الحياة، وهب فكره وطاقته وكل جهده، أشغل الناس وأصبح ملء السمع والبصر، وعندما ينكفي على نفسه، ويخلع نعليه احتراماً لمكانته الحقيقية، ينثر كل أوراقه ويعري كل دواخله دون أن يتحسس من برودة من حوله، يحضن جسده الدافئ ويقبله أين أنت مني؟ لم كل هذه الأوجه ومن أنت فيهم، يتلبسه سكون، ويصرخ في صمت العالم، يضج في هدوء، ويعلو في حضيض جسده الممتلئ نشوة وعنفوانا، يترهل هنا ويذوب طمعاً في لحظة تأمل على أصوات ندائه الأخير عطفا ورجاء، يا الله كم أتوق إليك وأنا معك أرافقك فتنسى وعاءك وتنثر ماءك للجميع.

ترانيم نفسية يسمع صداها، وترتد غير آبهة بضررها المقنع المفزع، تفرغ كل ما علمته من أساطير ظلت تخفيها وراء حجابها وسترها المستتر، دون أن يخبرها أحد أو يجرؤ القول بأن كل هذا الزيف، ليس أكثر من وقت سيرحل مع قدوم فجر آخر ونهار يوم جديد، كعادته المستعارة، ريثما يصعقه الآتي مرحبا، لو كنت فيضان الأخلاق وأسطورة "بَطْلُمْيوس" بقدراته المتعددة لخارت قواك ونصبت ابن جاركم حارسا على صفاء نيتك خوفا من سرقتها من ذاتك الأمارة بالسوء.

يقول متجردا من ذاتية أقسم بأنها ضرب من خيال تعاقبت عليه أمم  خلت، فكان ركاما محترقا بقي أثره الأسود يلطخ كل من اقترب منه دون أن يعي تاريخه، أو يحيط به علما أو معرفة غير ما راه حاضرا يرتع في فسحته  شَاءَ أَمْ أبَى.

تزامن مع مرورك الحلم، فصدئ وعلاه ركام لن ينفك ولن يترك نجده. محاط برذيلة لم ينشدها، وحكيم يقر الفضل ولم يعنيه، وجنون يفقده الأثر دون أن يجلبه، متناقض حد التصالح، ولئيم كريم كيفما رأيته كان خير لك.

جحور الظلام أوسع من صدرك، إن ضاقت بك اتسعت أفقه ونطوي في عالمه السفلي دون مناشدة أو أسى.

تقول "سيدة" الجواري: كنت أتحدث عشقاً لحرية قارعة الطريق، حينما كان يلوكها "العبيد" وتفوح منها رائحة الزنجبيل الحارة، فتحرق لساني قبل أن تنتشي أوصالي، لأعاود استجلابها ولكن هذه المرة بخنوع وخضوع دون أن يهتز لي طرف أو تغمض لي حاسة، وجدتها هكذا أطوعها فتأبى، وأركض خلفا فترتدي ثياب الطهر.

في أحاديث المساء ويقظة الأصحاء، أطلقت لها العنان وشاحت بوجهها ورفضت كل الممكن.

ختاما.. "السحت" ليس لذيذًا لتتذوقه وإن أُجبرت عليه.

*****

ومضة: لم تكن مألوفًا لتكون أنت الواقع.. بين هذا وذاك مسافه عشق.

يقول الأحمد: خذلان اليوم خير من مفاجأة الغد.

الأكثر قراءة