سارة البريكية
في وجه أم زكريا المشع بالنور رأيت السعادة التي فقدتها منذ زمن طويل وأخذتني هموم الدنيا وانشغالات الحياة والبحث عن وظيفة عن اسمى ما قد يفوت المرء في حياته نعم إنه أعظم شيء قد يفوتنا لو أمعنا النظر في السويعات التي تمر علينا والدقائق والثواني وأجزاء الثواني هذا الوقت نحن محاسبين عليه هذا الوقت الفائت والضائع هذا الوقت الذي نهيم فيه ونهرول خلف هذه الدنيا الزائلة وإني أقول هذا الحديث عندما أدركت أنه لا يوجد سبب لوجودنا في هذه الدنيا إلا لذكر الله عز وجل.
ما أجمل أن تكون هناك علاقة حب قوية بين الخالق والمخلوق ليست كعلاقات الحب العابرة أو حب الوالدين أو الإخوة أو الأصدقاء إنما هي العلاقة الدائمة التي تقودنا لبر الأمان وما الأمان إلا وجه ربي.
كانت أول حلقة تعليم أحضرها في العامرات بحضور العظيمة أم زكريا مؤثرة بالنسبة لي فكانت البداية معها الأجواء الإيمانية وذكر الله والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي أجمل الأجواء التي قد تمر علينا في حياتنا القصيرة وما هو الشيء الذي سنأخذه معنا من هذه الدنيا الفانية لا شهرة لا مال لا منصب لا جاه لا مركز ولا حتى شهادة عليا كل ذلك ليس مهماً، هذا الذي نسعى إليه من صغرنا ونرتب أمور حياتنا عليه ونقسم أوقاتنا لنيل أعلى الدرجات التعليمية ونهرول خلف المظاهر الخداعة ومخدوعين بالشهرة والعلو والرفعة ونتباهى بأننا أفضل من غيرنا ونحسد ونبغض ونؤذي بالقول والفعل لا وكيف لا فنحن غارقون لاهون ومغمورون بذنوبنا الكثيرة.
الأيام التي تشرق بحب الله لنا أيام جميلة نحقق بها أحلامنا المرجوة أحلامنا المؤقتة أحلامنا التي سنتركها بطرفة عين نحن نسعد عندما تتحقق فكيف لنا أن لا نسعد عند عودتنا لحضن أمنا الكبيرة التي سوف تحضن أجسادنا بحب وتقول كنت انتظر عودتك لأحضنك بقوة وكنت أراكِ وأتباهى بكِ ومشتاقة إليك. إنها الأرض التي سنعود إليها لا محالة فلماذا لا نعد لهذا اللقاء الأسطوري ونزيح غبار السنين من على هممنا لماذا لا تصبح بيوتنا مساجد لماذا حل الفراق بين الإخوة ولماذا كل هذه الحرب اللامنتهية؟
إلى متى سنهيم وسنبحث عن عدد المشاهدات لماذا نسعى خلف الحياة الدنيا رغم أن صانع هذه الحياة محيط بنا وينادينا كي نعود وكي نكون في عليين في الحياة الأبدية المنتظرة لماذا لا نبني قصورنا في الجنة ونعاهد أنفسنا ألا تمر ساعة إلا وقد أكملنا فيها البناء.. لا قسط من الراحة فالراحة عندما سنصل إلى بر الأمان هناك ستكون الراحة الأبدية.
أم زكريا عندما تتحدث تتساقط حبات اللؤلؤ في ذلك المكان وكل واحدة منِّا تسعى لجمع أكبر عدد من حبات اللؤلؤ.. عندما احتضنت بالأمس أم زكريا همست بأذني وقالت إن شاء الله أراكي معي في الجنة!
آهٍ.. يا لها من سعادة عارمة أن يأخذني الله إليه في وقت أنا بحاجة فيه أن أعود إليه وكنت أفكر بهذا التغيير السريع الذي حلَّ في حياتي أراني وبكل فخر واعتزاز أهبُّ للحضور في هذه الحلقات العظيمة التي تحفها الملائكة وكيف لا وهذه المجالس الإيمانية تجدد فينا الإيمان ونذكر الله كثيرا وتذكرنا جميعاً بأننا سنرحل إلى بيوتنا وقصورنا التي نبنيها الآن.
ليس كافيا أن أحدث نفسي بذلك الأمر يحتاج خطوة ويحتاح لنية صادقة ويحتاج لقوة كافية لترك ملذات الحياة الفانية والعودة إلى الطريق الصحيح الذي يقودك للجنان ولمكانك الطبيعي.. فكن محاربا من أجل العودة وجاهد نفسك وعلمها الصبر وتصبر وشد الرحال وعد عودة محب.. كفانا نزاعات وخلافات.. كفانا حروباً من الحقد والحسد والأنانية وحب الشهرة والمال.
كفانا تباهياً بما ليس لنا كل هذا سنتركه.. من كان يبني المنزل ليتزوج به رحل إلى دار الخلود بلمح البصر ورحل لمنزله الذي كان يعده بيديه ولسانه وذكره لله قبل ان يكون عريسا!
رسالة صغيرة:
العودة إلى الله هي العودة للوطن.