شمس الإعلام العُماني تسطع في واشنطن

 

مدرين المكتومية

بمُبادرة فريدة ومُميزة من جمعية الصحفيين العُمانية، انطلقت أعمال الملتقى الصحفي العُماني الأمريكي في مركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن بمشاركة نخبة من الصحفيين العمانيين والقيادات التنفيذية في وسائل الإعلام العمانية، إلى جانب كوكبة من الصحفيين والإعلاميين في الولايات المُتحدة الأمريكية؛ للتباحث حول عدد من القضايا المختلفة التي تهم الشأن الصحفي والإعلامي.

ويأتي انعقاد هذا الملتقى من منطلق أهمية أن يكون الإعلام العماني حاضرًا ومؤثرًا في دوائر صنع القرار الأمريكية؛ لأن واشنطن ليست مجرد عاصمة للولايات المتحدة الأمريكية؛ بل هي عاصمة للقوى العظمى في العالم، ومنها يخرج القرار السياسي والقرارات الاقتصادية التي تُغيّر مسار الأوضاع في العالم اقتصاديًا وسياسيًا؛ بل وتكنولوجيًا، لأنَّ الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا هي قلب الاقتصاد العالمي والرأسمالية ومحور ارتكاز التَّقدم التكنولوجي الحديث، وهي الدولة الرائدة في العديد من الصناعات.

لا شك أنَّ وجود الإعلامي العماني في واشنطن سيُسهم في تعزيز الجهود الرامية لتبادل الخبرات وتعزيز المهارات الخاصة بالعالمين في الصحف ووسائل الإعلام العمانية من خلال الاطلاع على تجربة الولايات المتحدة في الصحافة وخاصة في الصحافة الرقمية "الديجتال" لأنها من الدول الأكثر تقدما في هذا الجانب .

ومما يلاحظ في الولايات المتحدة حرص المواطن الأمريكي على تصفح وسائل الإعلام بصفة يومية ورغبته في الحصول على المعلومات من مصادرها حتى إن لديهم تجربة رائدة أيضًا في الاشتراكات الرقمية في وسائل الإعلام، وعلى سبيل المثال "نيويورك تايمز" التي بلغ عدد مشتركيها حوالي 8 ملايين مشترك، 5 ملايين منهم عن طريق تصفح النسخة الإلكترونية وهذا في حد ذاته لافت للانتباه وينبغي أن ننظر إليه بعين الاعتبار لأننا في تجربتنا الإعلامية العمانية ينبغي لنا أن نتقدم بخطوات كبيرة إلى الأمم على مسار التحول الرقمي، فقد آن الأوان للصحافة المطبوعة أن تتحول إلى صحافة رقمية بالتوازي مع المطبوعة، يستطيع المواطن أو القارئ أن يطلع على أبرز الأحداث ولكن وفق علاقة تشاركية بين القارئ والصحفية، وهذه العلاقة التشاركية يمكن أن تكون عن طريق الدعم المباشر من خلال اشتراكات القراء ولو بأسعار رمزية أو من خلال دعم الصحيفة بالإعلانات من خلال المُعلنين.

وكما يعلم المطلع والمهتم بالإعلام فإنَّ الإعلام الأمريكي لديه قوة مهيمنة ومسيطرة على جميع وسائل الإعلام حول العالم، فالآن أثناء الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من الأحداث الجسام تتناقل وسائل الإعلام حول العالم ما تنشره الصحف الأمريكية سواء من خلال ما يطرحونه من موضوعات كتحقيقات أو حوارات مع كبار المسؤولين أو ما ينشرونه من معلومات حصرية كما تفعل صحيفة "واشنطن بوست" أو صحيفة "نيويورك تايمز" أو مجلة "التايمز" الشهيرة وكذلك قنوات "سي إن إن" و"سي بي إس" و"فوكس نيوز" وغيرها، كل هذه الوسائل الإعلامية الأمريكية تتنافس فيما بينها من أجل أن تنشر الخبر الموثوق والمعلومة الصحيحة التي عادة وفي معظم الأحيان تغير مسار الأحداث.

إنَّ التعاون الإعلامي بين سلطنة عمان وبين الولايات المتحدة الأمريكية هو تعاون بناء يساعد في تطوير التجرية العمانية الإعلامية التي بالفعل حققت تقدماً كبيراً ولكنها ما زالت بحاجة إلى المزيد كي تستوعب متغيرات العصر وأيضا كي تواكب الأهداف المستقبلية لرؤية "عمان 2040" والتي تضع من بين أهدافها ومرتكزاتها التواصل مع المواطن، والإعلام هو وسيلة التواصل الأولى والمهمة بين صناع القرار والمسؤولين في الحكومة والمواطن أينما كان في أي بقعة على هذه الأرض الطيبة، وأتوجه بخالص الشكر للزملاء الأعزاء في جمعية الصحفيين العُمانية على ما يطرحونه من أفكار ومبادرات تساهم في تطور الإعلام العماني وتعزز النمو في المشهد الإعلامي العُماني وتُحقق الرؤى الوطنية والتطلعات المستقبلية الصادقة، والشكر موصول بالتأكيد لسعادة سفير السلطنة بالولايات المتحدة الأمريكية.