◄ إحلال التكنولوجيا الحديثة لتربية الحيوان بدلا من التربية التقليدية

◄ تطبيق مواصفات قياسية ومعايير جودة وأمان أثناء تجميع الحليب من المربين

◄ لا نية لدى "المروج للألبان" لإنشاء مزارع خاصة للثروة الحيوانية

◄ اعتمادنا الأساسي في تجميع الألبان على "المربي المحلي"

◄ نستهدف تحسين السلالات ذات الإنتاجية العالية للوصول للمستويات المثلى من الإنتاج

الرؤية- ناصر العبري

أكد الدكتور ناصر بن علي مسلم بيت سعيد الرئيس التنفيذي للمروج للألبان أنَّ مشروع تجميع حليب الإبل من المربين في محافظة ظفار يعد أحد أهم المشاريع التنموية الاقتصادية الاستثمارية النوعية الواعدة التي تتبناها الحكومة من خلال منظومة الأمن الغذائي والتي تمثلها وتديرها الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة، بجانب مساهمات وشركات القطاع الخاص.

وأضاف- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن فكرة المشروع الريادي اعتُمدت عام 2017، وذلك من خلال عمل مشروع ريادي مصغر كمرحلة أولى، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد أول مشروع تنموي اقتصادي من نوعه على مستوى السلطنة والإقليم. وأوضح أنه في إطار رؤية "عُمان 2040" يحظى مشروع المروج بدعم مؤسسي ومجتمعي لافت، مشيرا إلى أن الدور المهم الذي تسهم به الشركة في تجميع وتبريد حليب الإبل والأبقار من صغار المربين بمحافظة ظفار. وذكر بيت سعيد أن المشروع يُنفذ على مراحل لحين تغطية كافة المناطق ذات الكثافة الحيوانية المنتجة.

وحول أهداف هذا المشروع، ميّز بيت سعيد بين الأهداف قصيرة الأجل والأخرى طويلة الأجل، مشيرا إلى أن مجمل هذه الأهداف تتمثل في إحلال التكنولوجيا الحديثة لتربية الحيوان بدلًا من التربية التقليدية، وتحفيز المربين على زيادة إنتاجيتهم اليومية من الحليب واستغلال الثروة الحيوانية بالطرق المثلى، وزيادة دخل الأسرة، والمساهمة في تحقيق نسبة الاكتفاء الذاتي للسلطنة من الألبان ومشتقاتها في القريب العاجل والوصول إلى أعلى نسب ممكنة من الأمن الغذائي، والمساهمة في زيادة الناتج المحلي، وخلق فرص عمل لأصحاب المؤسسات الصغير والمتوسطة، فضلا عن تقليل الحمولة الرعوية عن طريق زيادة المنتج من حيوانات مدرة للحليب فضلاً عن زيادة العدد.

خطط التوسع

وأكد أن شركة المروج للألبان تخطط للتوسع داخل المحافظة حسب المؤشرات الاقتصادية للمشروع على المدى القريب؛ وذلك للمساهمة في تنمية القطاع وتعزيز دخل المُربين بقدر ما نستطيع في إطار الشراكة المجتمعية بدعم من القطاع الخاص والجهات المؤسسية المختصة وعلى رأسهم جهاز الاستثمار العماني ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة المالية، والراعي الأكبر للمشروع مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار. وأوضح أن المشروع بلغ مرحلة "متقدمة جدًا".

وأضاف الدكتور ناصر بيت سعيد أن الشركة نجحت في الانتهاء من تشييد 3 مراكز تجميع وتبريد الحليب في نيابات غدو وزيك وحجيف، كما انتهت من تركيب كافة المعدات والأجهزة وبدء التشغيل الفعلي للمشروع في هذه المناطق، عبر استقبال حليب الأبقار بمركز زيك وحجيف بالجبل وتشغيلها فعلياً منذ 19 ديسمبر 2021. وأضاف أن المصنع بدأ استقبال حليب الإبل أيضا في تلك المراكز منذ مطلع فبراير.

وقال الرئيس التنفيذي للمروج للألبان إن الطاقة الاستيعابية من حليب أبقار تصل في الوقت الراهن الى 9000 لتر يومياً، بينما تستهدف الشركة 12 ألف لتر يوميًا من حليب الإبل في المرحلة الأولى، مع وجود دعم لشراء الحليب من المربين بمبلغ 100 بيسة للتر الحليب.

خدمات إرشادية

وقال إنه بفضل خدمات الإرشاد المدعومة من الحكومة والتي يقدمها المشروع بالتنسيق مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه مع خدمات وجهود الحكومة الأخرى، فمن المتوقع تحقيق تحسن مضطرد في الإنتاجية.

وردًا على سؤال "الرؤية" حول الضوابط التي تتخذها الشركة لتعزيز سلامة ومأمونية عملية جمع الألبان من مربي الثروة الحيوانية، قال بيت سعيد إنه يتم استقبال واستلام الحليب في مراكز المروج للألبان، من خلال استقبال حليب البقر والإبل الخام من المربين في مركز التبريد وتسجيل رقم المربي وبشكل منفصل في أوانٍ صحية نظيفة من الفولاذ المقاوم للصدأ سعة 20 لترًا، يوفرها المشروع بالمجان للمشاركين لأخذ أقصى درجات الحيطة والسلامة للحفاظ على جودة الحليب. وأضاف أن الحليب الواصل لكل مركز من كل مربٍ يتم إخضاعه لفحص مبدئي عن طريق أجهزة تقنية متطورة تسمى "Milkoscreen" والتي بموجبها تتحدد جودة الحليب المستقبل ومدى صلاحيته للاستخدام، وبناء على تلك المواصفات القياسية المتفق عليها يتم استقبال الحليب أو إرجاعه الى المربي أو المالك للحليب مع إعطاء المربي فرصة لرفع جودة منتجه في المرات المقبلة.

وأوضح أن الإجراءات تشمل اشتراطات الصحة والسلامة المتوفرة في فحص جودة الحليب والتي تحرص الشركة على التأكد منها من خلال مراجعة نظافة الحليب وعدم وجود أوساخ طافحة عليه، واستكشاف حرارة الحليب، وفحص الحموضة، والمواد الصلبة ونسبة الدهون ونسبة المزيج المائي ومواد أخرى، إلى جانب قياس كثافة الحليب، وضبط جودة الحليب الخام بالمصنع من خلال أخذ عينات عشوائية، حسب مواصفات هيئة الجودة والمقاييس.

إجراءات ضمان الجودة

وبين الرئيس التنفيذي لشركة المروج للألبان أنه بعد استكمال هذه الإجراءات، يتم تفريغ الحليب في شاحنة تضم خزانات مبردة معدنية غير قابلة للصدأ؛ لنقل الحليب إلى المصنع، ومن ثم يتم فصل كل نوع من الحليب في خزان، أحدهما مخصص للأبقار وآخر للإبل. وأضاف أن الشركة تطلق برامج إرشادية وتوعوية تستهدف منتجي الحليب، بهدف حثهم على ضمان نظافة الحليب بعد الحلب مباشرة، من خلال استخدام الوعاء النظيف والقماش في صب الحليب، إلى جانب الاختبار النظري، والحفاظ عليه في ثلاجات أو مكان بارد حتى يتم نقله لمركز التجميع. وتابع أنه يتم إرشاد عُمّال الحلب بأهمية تنظيف الضرع قبل الحلب وعدم مزج حليب حيوان حديث الولادة أو عدم الحلب من ضرع ملتهب أو حيوان مريض لتجنب تلف الحليب وعدم استلامه. وشدد على أن من الضوابط المهمة الأخرى ضرورة التزام المربين بالفترة الزمنية المحددة لاستقبال الحليب في المركز؛ حيث يفضل أن يكون ذلك مباشرة بعد الحلب أو خلال أقل من 3 ساعات أثناء فترة دوام العاملين بالمركز.

تحسين نظم التربية

وأشار بيت سعيد إلى أن الشركة تعمل على التنسيق مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لتفعيل برنامج الدعم الحكومي المنصوص عليه بدراسة الجدوى والخاص بالإرشاد الحيواني فيما يتعلق بالتغذية والرعاية والإشراف البيطري والصحي ومتابعة إنتاج الحليبـ مع تأكيد مطابقة هذه الممارسات اليومية بأفضل الممارسات المطبقة في مجال الإنتاج الخاص بالألبان، إضافة إلى مطابقة وتحديد مواصفات الجودة والسلامة الغذائية (ISO:22000)، ومطابقة للاشتراطات والمتطلبات المحلية والخليجية.

وذكر الرئيس التنفيذي للمروج للألبان أن المشروع سيوفر قريبًا الكثير من فرص العمل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويزيد تدريجيًا مع توسعة المصنع وفتح نقاط تجميع ومراكز تبريد جديدة بالمنطقة خلال مراحله التالية.

وقال بيت سعيد إن المشروع أسهم في توفير 33 فرصة عمل للمواطنين وأبناء المربين، شملت وظيفة فاحص للحليب ومشرف ومدخل بيانات ونظم معلومات ومحاسبين وسائقين وحراس وميكانيكي، وذلك في مناطق المشروع الثلاثة خلال المرحلة الحالية. وأضاف أن المشروع سيُسهم في توفير فرص عمل لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مستقبلا لتسويق المنتجات.

التدريب والتأهيل

وأكد الرئيس التنفيذي للمروج للألبان أن الشركة عكفت على تنظيم العديد من الدورات التدريبية لمنتسبيها، منها تنظيم دورات تدريبية في مجال تنمية المهارات الإدارية للمنتسبين للشركة لمدة 5 أيام، وبرنامج تدريبي في مجال فحص الحليب و ضبط الجودة وسلامة الغذاء بمختبرات شركة أعلاف ظفار صلالة، ودورة تدريبية تعاونية مع شركة أعلاف ظفار فى مجال الجودة والتطوير، ودورة تدريبية لمسؤولي الصحة والسلامة بالمشروع في معهد ظفار الدولي بصلالة عن إجراءات الصحة والسلامة.

وحول نية الشركة لإنشاء مزارع لها للاعتماد عليها في الحصول على الألبان، قال الرئيس التنفيذي للمروج للألبان إن هذا الخيار غير مطروح؛ بسبب توفر الكثافة العددية للثروة الحيوانية الكبيرة من الأبقار والإبل الموجودة في المحافظة، والتي يمكن استغلالها واتجميع إنتاجها الغزير من الحليب. وأضاف أن هناك العديد من العلائق والمكملات الغذائية التي يمكن الاعتماد عليها في زيادة كميات والحصول على الألبان.

وأكد أن شركة المروج للألبان تعول كثيرًا على وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بحكم مسؤوليتها عن قطاع الثروة الحيوانية والحفاظ عليه وتنميته، كي تساند وتعزز برنامج الشركة المُعد لتوعية وإرشاد مربي الأبقار والإبل من أجل تحسين إنتاجيتهم من حليب الأبقار والإبل واستدامتها لضمان نجاح واستمرارية المشروع.

أهداف استراتيجية

وأبرز بيت سعيد الأهداف الاستراتيجية للشركة ومنها: تنمية وصيانة المراعي الطبيعية التي توفر الجزء الأكبر والرخيص لغذاء الحيوان بمحافظة ظفار، ورفع الكفاءة الغذائية للمواد العلفية الخشنة والجافة والاستفادة الكاملة من المخلفات الزراعية المهدرة ورفع قيمتها الغذائية، وتحسين السلالات ذات الانتاجية العالية للوصول الى المستويات المثلى للإنتاج التي تحقق وفورات السعة، وذلك من خلال التنسيق مع البحوث لاستنباط السلالات المحسنة والحزم التكنولوجية اللازمة، مع التأكيد على دور الإرشاد الزراعي لنشر هذه التقنيات الجديدة وتبنيها وتحسين الممارسات الإنتاجية ونشر الأساليب الحديثة في التربية.