سارة البريكية
يُطل علينا معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين والذي يبدأ اليوم 24 من فبراير ويستمر إلى الخامس من مارس المقبل في مشهد تكتبه الأقلام المُشتاقة وتُحلق في سمائه الطيور التواقة وتعانقه أحضان الكتب التي حنَّت وللمكان رفت وهلت أما عن مسقط، فقد سجلت ذلك الشوق للمعرض وللكتاب ولدور النشر والأزقة وممرات معرض الكتاب والذي يفقد في صورته لهذا العام بعض الوجوه التي اعتدنا تواجدها بقوة هناك منهم وأولهم الشيخ هلال بن محمد العامري- رحمه الله- الأب الروحي للمشهد الثقافي في عُمان.
ويضم المعرض في دورته السادسة والعشرين 715 دار نشر و379135 عنوانًا، أما عن أجنحة المعرض فبلغ عددها 975 جناحًا، مع تنظيم 199 فعالية. وعندما ننظر ونشاهد هذه الأرقام الضخمة نفهم وندرك ونعي أن هناك جهودًا جبارة تقف خلف هذا المعرض، وشخوص ترفع لهم القبعة على رأسهم صاحب السُّمو ذي يزن بن هيثم بن طارق وزير الثقافة والرياضة والشباب ومعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام وكافة الجنود المجهولين والمعلومين الذين يقفون خلف الحدث الثقافي الكبير المنتظر منذ سنتين بسبب توقفه للأسباب التي تعلمونها فهنيئًا لنا جميعا أن نعاود عيش هكذا أجواء افتقدناها منذ فترة طويلة وكنَّا نترقبها بشغف فأهلا به.
والفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض متعددة ومتنوعة وطريقة الحضور للمعرض تتطلب التسجيل في موقع المعرض عبر الإنترنت لكي يتناسب عدد الزائرين لطاقة المعرض الاستيعابية وقدرها 50 ألف زائر يوميًا وقد تم توسعة الممرات وتقليص مساحة المنطقة التي يعرض بها الناشر لتصل إلى (3X3) عرضا وطولا.
وبخلاف التحدث عن طول وعرض مواقع البيع في المعرض فهو يأتي مكملا للمشهد الثقافي الذي يشار له بالبنان في سلطتنا الحبيبة فلازلنا رغم انتشار الوباء العالمي كوفيد-19 في تقدم مستمر في الجانب الثقافي لازلنا في صورة أفضل من غيرنا من ناحية إقامة الفعاليات التي لم تتوقف ولم يهدأ لها بال إلا باستمرارية هذه الفعاليات ورغم أنه توقفت لفترة لا بأس بها إقامة هذه الفعاليات على أرض الواقع إلا أنها استمرت في الواقع الافتراضي الكبير من خلال إقامة الأمسيات الشعرية والندوات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق منصات التواصل الاجتماعي وتدشين الكتب الجديدة والإصدارات التي يشار لها بالبنان فحمدا وشكرا لله أننا نعيش في بلد ترفل بثوب الثقافة الفكرية شامخة رغم جميع الظروف الصعبة والمحيطة إلا أن استمرارية عجلة الحياة الثقافية في البلد تبشر بمستقبل واعد وزاهر للوطن والمواطن.
إن عمان من أقصاها لأقصاها بلد محب للثقافة، فلا تجد بيتًا من البيوت العمانية إلا ويزخر بمجموعة لا بأس بها من الكتب العربية التي تتحدث عن مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية وبلد معروف منذ القدم بحبه للشعر والقصص والروايات ولا نزال نشهد في كل معرض يُقام تدشين العديد من الكتب العمانية سواءً الثقافية (شعر، روايات، قصص قصيرة) أو الكتب السياسية والسياحية والموروثات فنحن نزخر بعدد كبير من الكتاب العمانيين المبدعين الذين كانوا وما زالوا همهم إثراء الساحة الثقافية والمشهد الثقافي العماني ومهتمين بتوثيق كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون الجميلة، رغم غياب بعض الأسماء المعروفة لازال هناك تدفق مستمر لأسماء جديدة في عوالم الكتابة من الكتاب العمانيين الشباب ولكن هناك نقطة يجب الإشارة لها أنه يتوجب على الوزارة المختصة الاهتمام بالكتاب المعروفين ومساعدتهم بنشر مسيرتهم الثقافية في ديوان لأنه ليس الجميع مقتدرا لإصدار كتب جديدة أو ديوان جديد في كل دورة من دورات معرض مسقط الدولي للكتاب فيجب أن يكون هناك تنسيق مع الكتاب المعروفين ومساعدتهم والوقوف معهم مادياً ومعنوياً والاهتمام بالمثقف بطريقة ملفتة للنظر لأنَّ الكاتب هو الأحق بأخذ الاهتمام لأنه مرآة الحاضر والمستقبل وإرث خالد مستمر يستحق الاهتمام به.
من هنا ندعو جميع المواطنين والمقيمين إلى زيارة معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين المقامة بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وأهلًا وسهلًا بالجميع.. ودمتم.