حمود بن علي الحاتمي
خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم من سباق التأهل لكأس العالم في قطر 2022، كان نتيجة حتمية لتخبطات الاتحاد العماني لكرة القدم في إدارة منظومة كرة القدم العمانية.
مجلس الإدارة الحالي جاء قبل سنوات بـ"خارطة طريق" لتطوير كرة القدم، وأعلن عن تطوير الدوري وزيادة الدخل والاهتمام بالمراحل السنية؛ سواء بمُسابقاتها أو منتخباتها، كما أعلن عن وجود شركاء تجاريين، فضلًا عن تطوير المسابقات المحلية، وأننا سيكون لنا صوت في الاتحادات القارية والدولية. وكانت تلك رؤية لطالما صفقنا لها كثيرًا وكم فرحنا ببطولة "كأس الخليج 23"، ولم نكن نعلم أنها نتاج عمل وجهد سابق، وليس فقط مجلس الإدارة الحالي.
مجلس الإدارة الحالي ورغم تجديد الجمعية العمومية له أكثر من مرة، إلا أنه لم يأتِ بجديد، فقد خرج الشركاء التجاريون من الاتحاد ولم يجد رعاة لدعم مسابقاته، وخروج الحكام من التحكيم في نهائيات كأس العالم وتراجع مستوى حكامنا، علاوة على الخروج المتوالي لمنتخباتنا من المسابقات القارية، وتقليص مقاعد الأندية في الاتحاد الآسيوي إلى نصف مقعد في أضعف مسابقة آسيوية، بعد أن كنا حصلنا على نصف مقعد في بطولة دوري أبطال آسيا.
الاتحاد يواصل ارتكاب الأخطاء في حق كرتنا العمانية بإلغاء دوري الدرجة الثانية ودمجه مع دوري الدرجة الأولى، فأصبحت بطولة تحصيل حاصل بعد أن كانت بطولة دوري الدرجة الأولى أقوى من بطولة دوري عمانتل؛ بل تهاونت بعض الأندية فأخذت تنسحب في موسم وتشارك في آخر.
الاتحاد العماني ومن ضمن تخبطاته ألغى دوري المراحل السنية؛ بل جمد المنتخبات السنية بحجة عدم وجود مسابقات قارية، وتم وضع أجيال من الناشئين في مهب مستقبل مجهول. والكارثة التي ستحدث للمنتخب الأول خلال السنوات القليلة المقبلة هو عدم وجود رديف له مع تقدم عدد من لاعبيه في السن، مثل فايز الرشيدي وعلي البوسعيدي والمسلمي وغيرهم.
إذا أردنا أن نحكم على نجاح أي اتحاد فمن خلال نتائج المنتخب الأول الذي هو خلاصة جهد وخطط فماذا حقق هذا الاتحاد؟!
الجميع تغنى بعمل الكراوتي برانكو إيفانكوفيتش، لكن في الحقيقة أن برانكو اشتغل مع المنتخب عاما واحدا فقط وعام لم يُحقق فيه أي إنجاز، سوى معسكرات ومباريات ودية ضعيفة.. فعن أي نجاح تتكلمون؟!
لو تمت إتاحة الفرصة لمدرب وطني لجمع نقاط أكثر من برانكو!
التصفيات النهائية خرجنا منها وهذا دليل على سلبية الاتحاد الحالي.
وإذا أردنا أن نُعيد رسم خط نجاح كرتنا فعلى مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم أن يُعلن استقالته، شجاعة منه واعترافًا بعدم نجاحه، وإتاحة الفرصة لشخصية أخرى وأعضاء لهم خبرة في كرة القدم والإدارة الرياضية؛ سواء مدربين أو لاعبين سابقين أو إداريين مشهود لهم بالكفاءة في إدارة كرة القدم العمانية.
إننا نمتلك الإمكانيات المادية والبشرية، لكن لا نمتلك الإدارة الجيدة، فأزمتنا في كرة القدم إدارية قبل كل شيء!