موطنٌ شامخٌ

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺜﻠﻲ ﺣﺐ ﻣﻮﻃﻨﻪ

ﻳﺄﺑﻲ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺠﻢ ﺍﻟﺸﻬﺐ

 

ﺛﺎﺭﺕ ﺟﺮﺍﺣﻲ ﻧﻴﺮﺍﻧﺎ ﻳﺆﺟﺠﻬﺎ

ﻋﺪﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠى ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺒﻲ

 

ﻛﻨﺎ ﺳﻤﺎﺀ ﺗﺒﺚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻨﻬﻤﺮﺍ

ﻋﻠى ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻘﻄﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤة ﺍﻟﺴﻜﺐ

 

ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻃﻨﻨﺎ ﻋﺰﺍ ﻭﻣﻔﺘﺨﺮﺍ

ﻣﺎ ﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻤﻐﺘﺼﺐ

 

ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﻤﺎﺛﻠﻨﺎ

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﺩﺏ

 

ﻭﺍﻟﻜﻨﺰ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻜﺘﻤﻼ

ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ ﺍﻟﺠﺪ ﻟﻢ ﻳﻬﺮﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﻐﺐ

 

قصيدة للشاعر/ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ

**********************************

من هنا تبدأ الحكاية وطن شامخ بسمات وشخصيات أبنائه الذين رعوا حرماته منذ الأزل وإلى يومنا هذا في بطولات تليدة ونماذج من الشخصيات العظيمة حثتهم الرحمات من رب السموات ودعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعتهم بأفضل الصفات فسادوا في أقطار الأرض سلاطين راياتهم فوق السماء فاتحين وسهامهم نحو الباطل تنحر المعتدين، فاحترمهم الجميع واستسلم لهم الطغاة صاغرين وأنحنى لهم عدوهم إجلالاً لهيبتهم واحتراماً لمكانتهم وسيرتهم العطرة العظيمة التي علمها كل من عرف هذا الوطن وشعبه الوفي الطيب الكريم المعطاء بلا حدود والعزيز بلا قيود والحر المحمود.

اليوم تقف عمان كسائر بلدان العالم على مفترق طرق مختلفة ومتعددة الأهواء والمصالح والغرائز الأدمية التي باعت بعضها دينها وأخلاقها ومبادئها بثمن بخس ليلعب الجميع لعبة المعصرة والتي استسلمت لها دول عديدة ستجد نفسها في الحضيض يوما ما!! لأنها لم تحسب حساب من يبيعون الأوطان للعدو فمتى كان العدو صديقاً؟ ومتى كان العدو مؤتمناً؟ ومتى كان العدو شريكاً مُنقذا؟

إنها لعبة المعصرة فغدًا سيبدأون في تجفيف من خضعت رقابهم واستسلموا بكل قبح لهم، إنه عصر القوة الواحدة والحكم الواحد قبحهم الله وأخزاهم. ثلول من الساقطين في براثنهم بدأت تكيد لهذا الوطن وشعبه اليقظ لكل شاردة وواردة تأتي منهم ولكل فتنة تحاك في ظلماء الليل فهناك جنود يحرسون الوطن ويدافعون عنه ويذودون عن حياضه في كل ما يأتي من مكرهم وخداعهم.

العالم يمر اليوم بأزمة كبيرة وبمنعطفات خطيرة استغلها البعض لصالحة عبر الكثير من الأجندة الضاغطة على الدول الضعيفة والمنهارة اقتصاديا للتحكم في ثرواتها وأوطانها بقروض ربوية شاقة تأكل الأخضر واليابس.

وفي ظل ما تمر به السلطنة اليوم ويمر به العالم أجمع، فإما أن نربط الحزام قليلاً من خلال الإصلاحات التي تحاول السلطنة تطبيقها بأقل المضاعفات التي تمس المواطن البسيط، أو الاستسلام للتكتلات الجديدة التي لن تأتي إلا بالخراب والوبال على من يسير في دربها.

اليوم كثر المطبلون والمحللون حول وضع السلطنة واقتصادها، لكني أقول إن السلطنة نجحت في تخطي الكثير من خلال المؤشرات الحالية وارتفاع أسعار النفط كما أنها تمتلك أقوى اقتصاد بفكر سلطانها ومتانة وتماسك شعبها ومعرفتهم بأحوال العالم الحالية وصمودهم بإذن الله في وجه هذه الأزمات التي تعصف بالأمم جميعها يداً واحدة وبنيانا مرصوصا وثقة ثابتة خلف قيادة راسخة منذ آلاف السنين لربان ماهر سيقودها بإذن الله إلى بر الأمان لأن العمانيين هم ربابنة السفن وروادها وستظل رايتهم خفاقةً بإذن الله بدينهم وأخلاقهم وعدم تدخلهم في شؤون الغير.

عُمان تمتلك بحمد الله الإنسان مصدر الثروة والأرض، بموقعها وثرواتها ومواردها وبنيتها المتكاملة وتضاريسها المتنوعة، فغداً ستثمر الأرض وتنقشع الغمة ويعود الجدب رخاءً وإخضراراً يمتد على ثرى ترابها الغالي التليد، وستبقى عمان قلعة حصينة تنشر السلام والوئام لكل الشعوب.

أقولها وكلي ثقة إن كل عُماني يثق في الله وقائده المفدى وإن عمان ستتخطى هذه المرحلة الحساسة بفضل الله ومنته ونعمائه إلى بر الأمان وسيعود الخير والنماء والإخضرار في وادينا الأخضر فلا تيأسوا من روح الله الذي يرعى وطناً تربى الأنقياء على ترابه فعمان قلعة شامخة وسيظل بنيانها مرصوصاً كالجبال.

حفظ الله عمان وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- وأيده بأبناء شعبه الأوفياء وبالحق الدامغ ورزقه البطانة الصالحة والصحة والعمر المديد.

اللهم آمين..

ولتبقي يا عُمان وطن الشموخ.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية