ورقة عمل تستعرض دور سماء عيسى في تطوير قصيدة النثر العمانية

المنتدى الثقافي الخليجي الأول يسلط الضوء على المنجز الإبداعي والكتابي بين أدباء الخليج

مسقط- العمانية

رعى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام انطلاق أعمال المنتدى الثقافي الخليجي الأول، وذلك في مقر الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمرتفعات المطار.

وتضمّن حفل افتتاح المنتدى فعاليات متعددة منها كلمة للمكرّم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، أشار فيها إلى أهمية هذا المنتدى الذي يهدف لاستقطاب المثقفين والكتّاب الخليجيين تحت مظلة الثقافة والأدب في سلطنة عمان، لافتاً إلى ما سيتضمنه المنتدى من أعمال متعددة في يوميه بين مسقط ونزوى ليكون حضور الأدب أكثر تنوعا وشمولية. وقال إن الهدف من المنتدى أيضا الإسهام بفعل إيجابي يعزز دور المثقف، ويرفد الكتّاب، ويطوّر قدرات الإنجاز الإبداعي، من خلال تقديم الخدمات والمحفّزات والممكّنات، وإتاحة التلاقي بين المشتغلين في إنجاز الثقافة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى إتاحة اللقاء بين أدباء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شتى المجالات والتثاقف بينهم، وتوثيق عرى الصلات الأخوية، والتعرّف على منجزهم الإبداعي والكتابي، والنشر والمشترك لأبحاثهم ودراساتهم.

من جانبه، عبّر الناقد والإعلامي السعودي محمد بن عبدالله بودي الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب في كلمة الوفود المشاركة، عن الأهمية الثقافية لمثل هذه المنتديات الثقافية النوعية الخليجية التي تجسّر التواصل الثقافي بين الأشقاء في منطقة الخليج العربي وما تقدّمه من رؤى وأفكار مغايرة تضاف إلى واقع الثقافة العربية على وجه الخصوص. وقال: "المنتدى يجمع أدباء ومثقفي مجلس التعاون لدول الخليج العربية في سلطنة عمان فتلتقي العقول وتتلاقح الأفكار وتنضج الخبرات وقبلها تلتقي القلوب على المحبة والمودة والسلام فتقوى لحمة أهل الخليج على كافة الصّعد: الفكرية والأدبية والثقافية".

وتضمّن الافتتاح توقيع اللائحة التنسيقية للمنتدى الخليجي، إضافة إلى الأمسية الشعرية الخليجية الأولى التي أدارها الشاعر عبدالرزاق الربيعي بمشاركة الشعراء: بدرية البدرية وأشرف العاصمي وشميسة النعمانية وإبراهيم السالمي من سلطنة عمان، ومحمد عبدالرحيم أحمد من الإمارات العربية المتحدة، ونوف نبيل من مملكة البحرين وأحمد العمار من المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الجلسة النقدية المصاحبة بمشاركة عدد من الباحثين.

وتناول الدكتور حمود الدغيشي خلال الجلسة التي أدارتها الدكتورة عزيزة الطائية في ورقة عمل بعنوان "متلازمة الظلام والظلال.. قراءة نقدية في شعر عبدالله البلوشي"، وتتبعت القراءة النقدية المتلازمة بتشظياتها المتناثرة في التجربة الشعريّة لدى البلوشي، لتشكل ظاهرة تستحق الوقوف عندها، حيث إن عبدالله البلوشي شاعر يعيد صياغة الطبيعة بحجم الجرح النازف فيه، وشكل رحيل الأم انقلابا على المستوى النفسي والشعري، وشكلت صورة الليل والشجرة في ديوانيه "معبر الدمع" و"أول الفجر" كثافة دلالية انبثقت منها متلازمة الظلام والظلال.

أما الباحث الدكتور يوسف المعمري فقدّم ورقة عمل بعنوان "قصيدة النثر العمانية: سنوات من الإنتاج الشعري "سماء عيسى نموذجا"، وتناول فيها قصيدة النثر العمانية، ودور الشعراء الثلاثة الأوائل في ريادة قصيدة النثر في سلطنة عمان وهم سماء عيسى وسيف الرحبي وزاهر الغافري، وإلى الشعراء الذين أتوا من بعدهم، كما أضاءت الورقة بشكل خاص جوانب من تجربة سماء عيسى الشعرية، ودورها زمنيا وشعريا.

وقدّمت الباحثة الكويتية أمل عبدالله ورقة عمل بعنوان "الحركة الشعرية في الكويت: مقاربة لتحديد المراحل والمرابح"، وتطرّقت إلى بداية هذه الحركة التي برزت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع الركود المصاحب لفترة الخمسينيات نتيجة ظروف عديدة من بينها سياسية واجتماعية مع بروز التيّار المحافظ الذي استمر في عدم استقرار في الحركة صعودا ونزولا، مع بيان التيّار المجدد الذي ظهر مع حركة الشعر العربي المعاصر. كما تطرّقت إلى المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي بدأ شعراؤها يبرزون في السبعينيات والثمانينيات مع ذكر السمات الفنية للشعر في هذه المرحلة ومن أهمها سلامة اللغة الشعرية وجودة التشكيل وبيان الموهبة الفذة.

من جانبه، قدّم الدكتور عبدالله الزهراني من المملكة العربية السعودية ورقة عمل بعنوان "سلطة بقاء القصيدة البيتية"، وتحدّث عن بقاء القصيدة البيتية عند جيل من الشعراء يزيد على خمسين شاعرا من الشعراء الذين انضووا تحت مسمّى هذه الجماعة في نادي "مكة الثقافي الأدبي" لمدة عام، متطرقا إلى فضاء الموضوعات في هذه القصيدة.

وفي ختام أعمال المنتدى الثقافي الخليجي في يومه الأول قام معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام راعي المناسبة بتكريم المشاركين في الجلسة النقدية والأمسية الشعرية.

تعليق عبر الفيس بوك