مدرين المكتومية
"إنَّ مُهمة الشرطي وإن كانت صعبة فهي مَفخرة" - (من أقوال السلطان المُؤسِّس قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- في العام 1994).
هكذا تُروى مسيرة تاريخٍ طويلٍ ومُمتد من الرعاية والاهتمام السامي، ترسَّخت معه دعائم جهازٍ شُرطي مِهني، يمتازُ اليوم بقدراته وإمكاناته العالية، ليعمل في ظلِّ شراكة فاعلة مع المجتمع، وبتعاون مع المؤسسات الأخرى، لصون مُكتسبات النهضة، وحفظ أمن واستقرار وازدهار الوطن وأبنائه الأوفياء.
وفي العهد الزاهر الميمون لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- تمضي مسيرة الرعاية المتجدِّدة لشرطة عُمان السلطانية بخُطى واثقة نحو مستقبلٍ ماجد مُشرق، تحلُّ معه ذكرى الخامس من يناير هذا العام، مؤرِّخة ليومٍ ساطع في التاريخ الأمنيِّ العمانيِّ الحديث، ومنارة وضَّاءة يُهتدى بها للمضي نحو الأمام بكل عزيمة وثبات.
فالمتتبِّع لتطوُّر الأداء الشرطي العُماني، يُدرك يقينًا أنَّ حجم المُنجز المتحقَّق لهذا الجهاز لم يكُن بين ليلةٍ وضحاها، بل جاء تطوُّرًا مدعومًا بالخطط والإستراتيجيات المدروسة والممنهجة، والجهد الدؤوب المتواصل، لتصل شرطة عُمان السلطانية اليوم إلى مستوى من التطوُّر والتحديث شمل كافة التشكيلات الشرطية؛ لهدفٍ واحدٍ وهو بسط مظلة الأمن والأمان في ربوع عمان، وإيجاد أنظمة إلكترونية متكاملة وتقريب وتبسيط وتجويد الخدمات الشُّرطية.
ولعلَّ واحدًا من أبرز مُنجزات هذا الجهاز الوطني أنَّ مُعطيات العمل الشرطي في مُختلف أفرعه وتشكيلاته المتعددة، وطَّدت وجَه العلاقة مع المجتمع.. المجتمع الذي يَلحَظ اليوم وبجلاء قوَّة التكامل والشراكة من أجل إرساء دعائم الأمن والأمان؛ فلقد أسهمَ المواطنُ العُماني في إنجاح العمل الشرطي من خلال فهمه العميق لأهداف الشرطة، فكان ولا يزال عوناً وشريكا حقيقيا من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
ومن أجل ذلك، يُمثل الاحتفال بيوم شرطة عُمان السلطانية احتفاءً بمنجز وطني، شكَّل منعطفا حقيقياً في تاريخ هذا الجهاز ومسيرته، أصبحتْ معه شرطة عمان السلطانية شريكا محوريا في عملية التنمية الشاملة، بمنظومةٍ أمنيَّةٍ علمية اجتماعية متكاملة تتمتع بمستوى عالٍ من الكفاءة والتنظيم، وتفاعلٍ تامٍّ على مختلف المجالات فيما فيه خير الوطن والمواطن، والمقيم على أرض بلادنا الغالية، لحفظ النظام العام، والآداب، وحماية الأرواح والأموال والأعراض، وضمان الطمأنينة والسكنية، وبذل الجهد من أجل منع ارتكاب الجرائم، وضبط ما يَقع منها، واتخاذ إجراءات التحري وجمع الاستدلالات، والمشاركة في عملية التنمية الاجتماعية وتلبية الاستغاثات والنجدة وتوعية المجتمع، مُسخِّرة في سبيل ذلك كافة إمكاناتها البشرية والمادية.
ليبقى القول في الأخير.. إنَّ الاحتفاء بهذا اليوم الماجد، إنما هو بمثابة وقوفٍ على ما تحقَّق من منجز وما تمَّ من خطوات، كمرتكز للانطلاق نحو المستقبل، والتطلع إلى القادم المنتظر الذي تكبُر فيه الأمنيات، بطموح أكبر وعزيمة لا تلين وفق أولويات رؤية "عُمان 2040"، من أجل مزيد من البذل والعطاء، تدعمه مستويات النجاح المتواصل، والعمل الدؤوب، لجهازٍ شرطيٍّ بذل العمل، وقدَّم الجزيل من الخدمات؛ وفق مبادئ ومُرتكزات تتحقَّق معها الإجادة والتكاملية المنسجمة.
فتحيَّة إجلال خالصة لكل عين ساهرة على أمن واستقرار ورفعة وأمان هذا الوطن الغالي، وكل عام وعُمان جميعًا من نماءٍ لنماء.