ماذا أخذت معك إلى 2022؟

 

هند سعيد الحمدانية

يتزاحم الناس في الشوارع لمشاهدة الألعاب النارية، وتعلو أصوات الاحتفالات ويتم تبادل الهدايا بين الأهل والأحباب والأصدقاء، تفرش الموائد وتفوح رائحة الكعك الشهي مع صوت الموسيقى وأهازيج الفرح التي تتسابق للاحتفال بالعام الجديد، وفي وسط صخب ليلة رأس السنة الميلادية تقف أنت هناك في نهاية عام طويل جدا وبداية عام جديد، حاملا في يديك حقيبتك التي لطالما لازمتك طيلة رحلة حياتك في جولة العمر السريع، يا ترى يا صديقي ماذا أخذت معك من 2021 إلى عامك الجديد، هل ما زالت حقيبتك بنفس الوزن من الكيلوجرامات أم أنَّ الحمل زاد أم نقص؟!

فضولية أنا... واسمح لي ولفضولي بالعبور إلى داخل حقيبتك الثمينة، أجل ثمينة جدا لأنها تختصر أيامك ومواقف حياتك وتجاربك وعلاقاتك، بل تختصرك أنت بكل ما أوتيت من مشاعر وذكريات وأفكار وجنون، مثل قارورة عطر استخلصت من عبق العود وأخشاب الشجر والمسك والعنبر مع رشة القرنفل الممزوجة بالزعفران على قاعدة من الجلد البارد، فكنت أنت العطر الفواح الذي سيطر على رائحة العام.

ماذا أخذت معك من عام 2021؟ خرجت منه بماذا؟ أم إنه أخذ منك واستنزفك؟! 2021 كان عاما متقلبًا وشديدًا، عشنا فيه تجارب جديدة على الصعيد الفردي والاجتماعي، واكتسبنا منه مفردات لغوية جديدة مثل الحظر والإغلاق التام والتباعد الجزئي والكلي والعزل، تعلمنا الاعتكاف في الحجر الصحي وتأسست معنا فنون التأمل في حالات الابتعاد، وأخذنا تجارب عظيمة في حالات الفقد وتلبد المشاعر عند تقديم العزاء عن بعد، خرجنا منه بوسامين من التطعيمات والبعض منِّا كان متفوقا جداً فخرج بـ3 أوسمة.

اسمح لي أن أحمل الحقيبة عنك قليلاً، شكرا لك، أشعر بأنها ثقيلة جدًا، ماذا وضعت بها، كيف لك أن تصمد بكل هذا الحمل، خفف عنك، ما رأيك لو نتخلص من بعض محتوياتها بما أننا ما زلنا في بداية عام جديد، ما هذه المشاعر المؤسفة إنَّ حملها ثقيل، اسمح لها بالرحيل، صدقني سوف يقل الحمل عن كاهلك، وهنا في هذا الجيب ذكرياتك الحزينة وبعض خيبات الأمل، اسمح لها بالرحيل، ستبدو حقيبتك مريحة أكثر، ما الذي أخفيته تحت هذا الجيب، فشلك واختياراتك الخاطئة !!! ودعهم في آخر ثانية من 2021، قل لهم وداعاً فأنت لست بحاجة إلى أعباء انتهت بحمد الله، ساعدني أرجوك... فتش هنا.. تخلص من هذا.. وهذا أيضًا.. الآن فقط أنت مستعد للعبور معي لعامك الجديد السعيد بحقيبة خفيفة تضج بذكريات الفرح ونعم الله وستره وصفاء روحك وقلبك السليم ولمة الأهل والحب والإيمان بالله وقوة التسليم.

رسالة إلى عام 2022.. لا أعرف كيف ستكون.. بعضهم خائف منك وبعضهم لقبك بعام الشك والريبة، لكنني مُتفائلة بك فالطريق إليك لم يكن سهلا، كان شاقا وصعبا، والحياة علمتني أن بعد العسر يسرا، وبعد المشقة الراحة، لذلك أنا متفائلة بك، فلقد مضى العسر والصعب، وأنت المخاض لفجر مشرق ورحب... فأهلا بك.

 

تعليق عبر الفيس بوك