ما بين الحزن والألم والرجاء والأمنيات

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

حزنٌ.. أيام الشتاء الحزينة تذكرني بك وكل ما يدور حولي هنا وهناك وكل شيء كما تركته لم يتغير شيء لا زال الحنين يتنفسك ولا يزال الشوق ممدودا إليك ولا تزال الأماكن خالية من وجودك كيف لنا أن نستقبل العام الجديد وكيف لنا أن نرتب الأماني ونعيش الأحلام التي بنيناها ورسمناها طويلاً كيف لنا أن نحذف الخطابات  ونمسح الصور ولو فعلنا ذلك فالقلب لا يحذف شيئا ذكراك باقية وذكراك خالدة وذكراك فينا لا تغيب، الجبال الراسيات تتعجب والبحار السبع تقول ما كل هذا الحب!؟ نحبك مرة ونعشقك ملايين المرات آه كم أنت ساكنا بين المحاني وكم هذا السكن مريح..

أبي النائم طويلاً في قبره سيدي الخالد سلطاننا الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- لا تزال فينا كما كنت لا تزال هنا راسخا نحبك ونهتف باسمك ونَحِنُّ إليك.

ألمٌ.. ودعنا خلال الأيام الماضية اللاعب العماني مخلد الرقادي لاعب نادي مسقط إثر سقوط مفاجئ في أرضية الملعب أثناء عمليةً الإحماء التي سبقت المباراة التي أقيمت يومها، أقيمت المباراة بدون أدنى احترام لمشاعر زملاء مُخلد وجمهور مخلد وأهل مخلد وذويه أقيمت المباراة بعد أن نقل مخلد في سيارة "بيك أب" لا في سيارة إسعاف إلى المستشفى، وكانت روحه قد فاضت. رحل مخلد ليخلد اسمه في التاريخ العماني لكرة القدم ولعشاق المستديرة رحل مخلد ليخلد في ذاكرة الوطن ورحل ليكون مخلد حكاية من زمن كان يا ما كان كان مخلد لاعبا ومن خير الشباب رحل وسقط في أرضية الملعب وتم بعدها مزاولة اللعب بدون أدنى ضمير ولا مسؤولية رحل وترك غصة في القلوب وخلد بعده الألم على فراقه فرحمة الله تغشاك يا مخلد ونسأل الله لك جنة الفردوس ونتمنى من الاتحاد الرياضي اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل سلامة اللاعبين أولا وآخرا وعدم التحجج بأي ظرف فصحة اللاعبين هي الأهم من كل الأعذار غير المقنعة.

أمنيات.. الأمنيات التي نسعى لتحقيقها في كل عام تتجدد بتجدد الزمن وتجدد الشخوص وتجدد العلاقات وتجدد الأحلام والأمنيات التي تمنيناها في صغرنا لا تزال ترافق مخيلتنا الصغيرة رغم تقدمنا بالعمر والأيام التي تذهب لا تعود فقد نرحل سريعًا ونحن لم نحقق ولا أمنيةً!

لكن رغم كل هذا لا نزال نتمنى أن يكون القادم أجمل واعتقادنا بأن الله لن يخيب هذه الأماني هو ما يبعث الأمل فينا بالله وتمسكنا بالله هو الذي يقوي من هذه الأماني ويجعلها أشبه بالواقع.

ختامًا.. نتمناه عامًا خاليًا من الأحزان، عاما مليئا بالسعادة والتفاؤل والنجاح والحب والقرب من الله.