أوميكرون

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

"أوميكرون" هو المتحور الجديد لفيروس كورونا (كوفيد-19)، الشبح العابر للقارات والذي لا يعترف بالحدود الجغرافية للدول والأقاليم، فهو يدخل ويخرج دون أي اعتبارٍ للإجراءات الرسمية لعبور الحدود، فهل نحن على أُهبة الاستعداد لمُجابهته؟

منذ أن خيّم على العالم وباء كورونا قبل عامين تقريبًا، وكل دول العالم تبذل ما في وسعها من جهود لمكافحة الجائحة والحفاظ على صحة وسلامة شعوبها، ولقد بذلت السلطات الصحية جهودًا كبيرة وفقاً للبروتوكولات الصحية لكل بلد ومع ذلك فقد سجلت كل دول العام دون استثناء خسائر بشرية فادحة وخسائر اقتصادية كبيرة، ولقد استمرت الدول رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم في كبح جماح هذه الجائحة، ولكن قدّر الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق الصغير الذي لا يـُرى إلا بالمجهر أن يكون له صيتٌ، وتكون له متحوراتٌ جديدة وهذا بالطبع لحكمةٍ يعلمها ربنا سبحانه وتعالى وحده، وها هي دول العام بدأت بتسجيل الإصابات بالمتحور الجديد أوميكرون، وفي الحقيقة لا بد لنا من التوقف والانتباه لأنَّ ما حصل مع الموجة الثانية للفيروس كان خطيرًا جدًا لأننا أمام فيروس خطير للغاية ويمتاز بقدرته الفائقة على التحور وبهذا يكون أكثر خطورة من غيرهِ من الفيروسات والأوبئة السابقة التي مرَّت على العالم كمتلازمة الشرق الأوسط وسارس وإيبولا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وغيرها، إلا أن جائحة كورونا هي الأشد فتكًا.

لكل ذلك ولأنَّ الله سبحانه وتعالى خلق بني آدم وكرمه بزينة العقل ولأنه سبحانه وتعالى يدعونا لحفظ النفس، فمن الواجب والضروري جداً إطاعة ولي الأمر والالتزام بقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، والجهات التنفيذية ذات العلاقة، ومن المهم جدًا لكل مواطن ومقيم المسارعة في أخذ الجرعة الثالثة المعززة للقاح ولمصلحة الجميع تحقيق التباعد في الأسواق وعند أجهزة الصراف الآلي وفي الصلاة كذلك بالرغم من أنها فرض، كما لابُد للجميع ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة، وفي ذات الوقت علينا جميعًا الابتعاد عن الشائعات المغرضة التي تُتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي كمقاطع الفيديو وغيرها؛ لأنه قد يكون لناشريها أهداف وأجندات أخرى كالشهرة وزيادة أعداد المتابعين، وتأكدوا بأن ناشري الشائعات هم ليسوا مكترثين بنا على الإطلاق.

وبما أننا مسلمين ولله الحمد، ونؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى، فسنتوكل عليه سبحانه وسنلتزم بالإجراءات الاحترازية وسنتجنب التهاون وسنأخذ بالأسباب حتى نتجاوز بعون الله هذه المرحلة بسلام وبأقل خسائر ممكنة، حفظكم الله من كل سوءٍ أو مكروه.. ودمتم بخير.