رحيمة المسافر رمز العطاء.. فهل نرد لها الجميل؟

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

رحيمة بنت حبيب المسافر، حديث سطور مقالي اليوم، وهي أحد رموز العطاء في عُماننا الغالية، وهي مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة، وقبل إشهار الجمعية أسست فريقًا خيريًا منذ عام 2005 بمسمى "فريق عمان الخير"، ثم "فريق الخير"، تلاه مسمى "فريق الرحمة الخيري" ومن ثم إشهاره جمعية خيرية.

حصلت المسافر على بكالوريوس خدمة اجتماعية في جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية عام 1981، وشهادة التأهيل التربوي عام 1982، وتملك خبرة أكثر من 30 عامًا في العمل الاجتماعي والتطوعي المؤسسي والميداني. اليوم الأم الغالية التي عرفناها بروحها الإنسانية بصبرها ودعمها لكل من يحتاجها، ترقد في أحد المستشفيات الأمريكية وتخضع للعلاج، وهي في أمس الحاجة للدعاء من الجميع، وأن نبادلها العطاء الذي رسخته فينا هذه الأم العظيمة على مدار سنوات طويلة، بالدعاء والأمنيات الطيبة بالشفاء.

صورة للموقع داخل المقال رحيمة المسافر.jpg
 

نحتاج إلى رد الجميل لهذه المرأة التي لم تبخل بلحظة واحدة في حياتها من أجل العمل الخيري والتطوعي، وهي تحتاج منِّا أن نشارك أهلها وأصدقاءها وأبناءها وجميع من مدتْ له يدها بالعطاء يومًا لنرفع أكف الدعاء لها بالشفاء العاجل، ونؤكد لها أننا سعداء حين تضج وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات الدعاء تتوسطها صورتها المشرقة، راجين من الله- عزَّ وجلَّ- أن يلبسها ثوب الصحة والعافية والشفاء من كل ألم بإذن الله.

منذ عامين التقيتُ بالعزيزة علينا جميعاً رحيمة المسافر في دولة الكويت وعرفتها عن قرب من خلال مشاركتنا معًا في أحد المؤتمرات التي تنظمها الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، أعجبني حرصها الشديد على الاطلاع والتباحث والنقاش مع الجميع ومداخلاتها وحواراتها الجانبية بيننا. لديها شغف وطموح كبيرين للتجربة والاطلاع على كل ما هو جديد ومُفيد لتطوير استراتيجيات العمل في الجمعية الخيرية، وأيضًا تعزيز مهارات الفريق، والتوسع في نطاق العمل والعطاء لتصل لكل شبر قد تطاله يمينها يدًا بيدٍ مع فريقها من أعضاء الفريق والداعمين لهم.

اطلعتُ على بعض من سيرتها الحافلة بالعطاء واحترتُ ماذا أسرد عنها عبر سطوري القليلة هذه لأوفّيها حقها، فوجدت أن هذه السطور لا تكفي جميل عطائها وجهودها، ولكن لا بُد من ذكر البعض على سبيل المثال وليس الحصر؛ حيث إنها أشرفت على تبني أكثر من 13 مبادرة مجتمعية تطوعية خيرية بمبلغ يزيد عن نصف مليون ريال عماني ، لصالح مختلف فئات المجتمع وخاصة المسرحين من عملهم ومحدودي الدخل من الأفراد وبعض المراكز والمؤسسات الخدمية في السلطنة في ظل تفشي جائحة كورونا كوفيد-19 تنوعت ما بين: سداد الأقساط التمويلية ومبالغ الإيجار وفواتير الكهرباء والماء للمسرحين من عملهم، وشراء أجهزة التنفس الصناعي لعدد من المؤسسات الصحية العاملة لرعاية مرضى كورونا وبعض الاحتياجات الصحية، ودعم طلبة التعليم العالي من أسر الدخل المحدود والضمان الاجتماعي بأجهزة حاسب آلي، ودعم الباعة العمانيين من أصحاب العربات المخصصة للبيع على الشوارع بمبالغ نقدية، بسبب الإغلاقات التي صاحبت تفشي وباء كورونا، فضلًا عن توفير وجبات إفطار صائم ومواد غذائية لبعض الأفراد والأسر المتضررين من تبعات الإغلاق والتسريح. كما أشرفت المسافر مع الفريق على انطلاق قافلة الجمعية محملة بمواد غذائية للأسر المتضررة بولاية جعلان بني بوعلي وتوزيعها على الأسر والعمالة الوافدة المتضررين في مناطق العزل الصحي بالتعاون مع لجنة التنمية الاجتماعية بالولاية، إلى جانب الإشراف على تدريب وتمكين أكثر من 155 شخصًا من أبناء الأسر المتعففة ليكونوا أسرًا منتجة، وهذه نقطة واحدة من بحر العطاء لمسيرة حافلة ممتدة قد يكون انطلاقتها من 2005 إلى اليوم، وإلى جانب إسهاماتها العديدة في مجال ريادة العمل الاجتماعي والابتكار.

أكتب سطوري هذه .. وكلي ثقة بأن هناك الكثيرون ممن يعتبرون رحيمة المسافر واحدة من القدوات لهم في هذه الحياة، فهي الأم والمتطوعة والصديقة والأخت والصديقة لكل من حولها، أما معرفتي بها فتتمثل في أصداء عطائها وأعمالها بالأثر الطيب الذي يذكرها فيه من عايشها.

ما أستطيع أن أبوح به أنَّ هذه الأم الرائعة بشخصها فضلت دائمًا الابتعاد عن أضواء الإعلام، فكانت تكرِّس الوقت للعطاء والأعمال التطوعية التي وضعت من خلالها بصمتها الفريدة مع فريق العمل بالجمعية وغيرهم من المتطوعين ممن يشاركونها هذا الواجب، مؤمنين بالمسؤولية الاجتماعية لأفراد المُجتمع تجاه هذا الوطن وأبنائه، فهم يعملون بصمت ويتركون الضجيج لإنجازاتهم لتتحدث بالنيابة عنهم، يتقدمها أكف الدعاء من كل صغير وكبير، فما أجمل دعوة القلوب الصادقة التي نمد لها يد العطاء بعد ضيق.

******

همسة دعاء..

رحيمة المسافر أعطت الوطن الكثير، وبادرت وقدمت للمجتمع من العطاء اللا محدود، دون أن تنتظر يومًا ردًا لهذا الجميل، لكنها فعلت ذلك من منطلق الواجب ومسؤوليتها تجاه وطنها الذي تعشقه.

آن الآوان ليشاركها الوطن وأبناؤه الدعم والمساندة في رحلة علاجها.. فهي تستحق أن نبادر لأجلها لمساعدتها في محنتها مثلما كانت تبادر هي لكل مُحتاج.