علي بن بدر البوسعيدي
في كل عام نحتفل في 18 ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، وذلك منذ أن أقرتها الأمم المتحدة؛ حيث كان ذلك التاريخ هو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي بموجبه تم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الأممية.
ومع كل احتفال نتذكر ما تمر به لغتنا من تحديات، لا سيما من أبنائها من المتحدثين بها، فهم أول من يتخلون عنها ويهملونها، الأمر الذي تسبب في تراجع مستوى القراءة والكتابة لدى الكثير من النشء، لكن في المقابل نجد العديد من الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني تولي هذه اللغة جُل عنايتها، من خلال تنظيم الندوات والورش التدريبية والمجالس المختصة، بما يعزز من انتشار اللغة العربية وصقلها لدى طلاب العلم والمتحدثين بها عمومًا.
نحن في سلطنة عُمان نولي اهتمامًا كبيرًا بلغة الضاد، لكن في الوقت نفسه يظل لدينا معدلات كبيرة من الضعف القرائي والكتابي، فمن المؤسف أننا نجد خريجا غير قادر على كتابة رسالة رسمية بلغة عربية سليمة، أو على الأقل خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية الإعرابية. ولا شك أن جزءًا من هذا الضعف العام ناتج عن الهجمة الشرسة التي تشنها العولمة منذ عقود، ليس فقط على الثقافة واللغة في بلاد العرب، لكن الحال يتكرر في عدد من المناطق والدول حول العالم، منها عدد من دول شرق آسيا أو في أمريكا الجنوبية، وحتى في أفريقيا. كما إن جزءًا من الخلل تتحمله المناهج التعليمية في بلداننا العربية، فهي لا تشجع في كثير من الأحيان الطالب على تعلم لغة جميلة وسهلة، بل يتعمد معدو المناهج التعليمية وضع مقررات ثقيلة لا تتناسب أبدًا مع مدارك الطالب من الصف الأول وحتى الثاني عشر، حيث غالبا ما يتم وضع المناهج من أستاذة جامعات بعيدون كل البعد عن معرفة ذهنية الطالب، لأنهم ينطلقون في كل شيء من نظريات بحتة وضعوها، فضلاً عن إقصاء مُعلم المادة عن المساهمة في وضع المناهج.
إنَّ الاهتمام باللغة العربية لن يتأتى من الندوات والجلسات وورش العمل وحسب رغم أهميتها، لكن في الوقت نفسه علينا أن نغرس حب اللغة وسلاسة نصوصها وعذوبتها في نفوس الجميع، طلاب وشباب وحتى كبار السن، ولنعلم أن أعظم الشعراء والأدباء لم يدرسوا اللغة العربية كتخصص، وإنما أبدعوا فيها من منطلق عشقهم لهذه اللغة الساحرة الفاتنة.