الأهداف الوظيفية

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

كل نواميس الكون تجري وفق نظام مُحدد تضمن دوران الأفلاك وفقـًا للغايات التي حددها الله تعالى، وكذلك الأعمال إن لم تـُرسم لها أهداف ويتم العمل على تقييمها وإنجازها فإنها بلا شك ستسير إلى طرق وغايات غير مرغوب بها.

تفصلنا عن بداية العام الميلادي الجديد 2022 أيام قليلة وخلال هذه الأيام يعكف أغلب موظفي الوحدات الحكومية المدنية على إعداد أهدافهم الوظيفية وفقـًا لمتطلبات منظومة قياس الأداء الفردي "إجادة" التي تركز على تقييم الأداء وليس السمات والسلوك وتهدف لبناء ثقافة الإجادة في الأداء الوظيفي وتعمل على تقييم الأداء وربط الإنتاجية بالحوافز، كما وتـُعـد هذه المنظومة إحدى ممكنات رؤية "عُمان 2040"، ولقد تطرقت إليها بالتفصيل في مقال سابق.

في الحقيقة فقد قامت أغلب الوحدات خلال الفترة الماضية بتنفيذ عددٍ من اللقاءات التعريفية للموظفين لأجل التعريف بمنظومة قياس الأداء وكيفية إعداد الأهداف الوظيفية، وفي كل الأحوال فإنَّ الأهداف الوظيفية يجب أن تـُبنى كي تحقق أهداف المؤسسة والخطة التشغيلية لها كما يجب أن تكون مرتبطة بطبيعة عمل الموظف والأنشطة الأخرى المتعلقة بالوظيفة، كما لابد أن تكون الأهداف واضحة ومحددة ومنطقية وقابلة للتنفيذ والقياس ومربوطة بفترة زمنية للإنجاز، ولابد أن تكون الأهداف بها تحدٍ أي ليست سهلة التنفيذ وفي ذات الوقت ليست بتلك الصعوبة التي لن يتمكن الموظف من تنفيذ متطلبات إنجازها وهذا التحدي يحقق التنافس الإيجابي بين الموظفين والذي لا بد معه من قيام الإدارة بالتعامل مع الموظفين كفريق حتى نضمن أداءً وظيفيا مترابطا ومتناغما يقود نحو تحقيق الأهداف الرئيسية لمؤسسات الدولة.

عزيزي الموظف.. بعد أن حددت أهدافك بالاتفاق مع مسؤولك المباشر فإنك ستعمل خلال الأيام المقبلة على إدخالها في النظام الآلي لمنظومة قياس الأداء الفردي "إجادة"، وهنا فإنه لا بد لك من أن تعي وتتعرّف على أهدافك الفردية التي ستعمل على إنجازها بمفردك، وتلك الأهداف الأخرى التي سيشترك في إنجازها معك موظفون آخرون ربما من نفس القسم أو الدائرة أو من قسم أو دائرة أخرى بما يحقق أهداف إدارتك، ولإنجاز أهدافك الفردية عليك بمعرفة متطلبات الهدف والوقت الزمني المحدد للإنجاز وعليك بسؤال مسؤولك المباشر عن أية نقاط مبهمة لديك، كما لابد من قيامك بتدوين خطوات الإنجاز والمراحل التي قطعتها وأعمل على تخصيص وقت محدد يوميًا لتنفيذ متطلبات إنجاز الأهداف، كما سيقوم مسؤولك المباشر بمتابعتك بشكل فتري إما ربع سنوي أو نصف سنوي أو ثلث سنوي، ولكن في كل الأحوال لا بد لك من إتمام متطلبات إنجاز الهدف قبل الوقت المحدد للانتهاء منه وذلك لكي تحصل على العلامة الكاملة في التقييم كما لا ضير إن تجاوزت ما هو مطلوب منك في تحقيق الهدف لأن ذلك سيُعزز أداءك ويمنحك أفضلية في تقييم الأداء بشكلٍ عام، أما فيما يتعلق بالأهداف الجماعية المشتركة فهنا نحن نعلم بأن بعض الأنشطة والعمليات يتطلب القيام بها بشكلٍ جماعي ولهذا نجد أن بعض الأهداف يشترك في أداء أعمالها عددٌ من الموظفين ولذلك يتوجب عليك عزيزي الموظف الجلوس مع المجموعة وتحديد آليات إنجاز الهدف المشترك والعمل على توزيع المهام مع تحديد موعد زمني للتسليم والمناقشة حتى الوصول لإنجاز متطلبات الهدف والعمل على مناقشة المشرف وتسليمه أعمال الهدف المشترك قبل انتهاء الموعد الزمني للإنجاز وذلك أيضًا لضمان الحصول على معدل تقييمٍ عالٍ.

ولكون منظومة قياس الأداء الفردي "إجادة" قد ربطت الحوافز بالأداء فيتوجب على كل موظف إعطاء مسألة إنجاز الأهداف الوظيفية أهمية بالغة ويتوجب عليه استيضاح أية مهام تتعلق بكيفية إنجاز أهدافه، كما لابد من استشارة المسؤول خلال مراحل الإنجاز لضمان أن العمل يتم بالشكل الصحيح والمؤدي نحو إنجاز الأهداف وتحقيق النتائج المطلوبة كما لابد للموظف من العمل على توثيق العمليات التي قام بتنفيذها في سبيل تحقيق أهدافه لكي يتمكن من إدخالها في النظام الآلي لمنظومة قياس الأداء الفردي، وهنا يتوجب على كل مسؤول الوقوف مع طاقم العمل لديه ومساعدتهم والأخذ بيدهم لأجل القيام بمهام ومسؤوليات إنجاز أهدافهم ويتوجب على مسؤولي الوحدات نشر ثقافة العمل الجماعي وخلق بيئة عمل صحية تنافسية تـُنمي مواهب وإبداعات الكوادر البشرية وكل ذلك سيقودنا نحو نجاح منظومة الأداء الفردي.

وفي كل الأحوال فإنَّ الأهداف الذكية وفق المنظومة الجديدة ستعمل على تحسين أنظمة العمل وستـُساهم في تقويم الموظف وتأهيله وتدريبه لسد الفجوات التي لم تكن واضحة خلال الفترة الماضية لتطبيق نظام تقييم الأداء القديم، كما أنها ستدفع بالكفاءات نحو الأعلى للاضطلاع بمسؤولياتٍ ومهامٍ وظيفيةٍ أكبر.