عائض الأحمد
كما تقول اللغة وكما يصفها البائسون (خروج عن المألوف) وكأنَّ المُبالغة وإبداء مشاعر الحب أو الامتعاض أصبحت مساومة حد البيع والشراء.
ماذا فعلت بي وأنا أسكن "الخمسين" هل تعتقدين أنَّ ما فعلته نزوة عابرة، كيف لمثلك أن تبيع كل هذا بثمن بخس، أولم يكن أولى بك مصافحة ضميرك كما كنَّا في أيامنا الخوالي، أم أنساك هجير النهار نسمات الليل وأنسه، كانت أماني حملتها أحلامنا، وتعطرت بجمال قلوب لم يكن يخالطها "أنانية" ولم تعرف أنت وأنا، كانت نحن ومن بعدنا من يأتي.
أحاديث عشاق وأنات ألم طال تفسيره، فسقطت هكذا دون سابق علم أو رسول سلام. نرددها كلمات لم تعد أي كلمات، رصاصات تثير الشفقة، بعد أن فقدنا شغف الحياة وشعور الأمان.
هل تركت "محرابك" وهجرتِ قبلتك، وتصدعت أفكارك، وارتجفت خطوتك وتضعضعت أرضًا حملتك "خمسين" تضاهي وتفاخر من حولك، لماذا غربت شمسك وارتحلت كل تلك البهجة، هل كان يخامرها لذة آنية أم شرود "مغفل" أخذته حينا من الزمان ثم استفاق حينما ارتطم بسوء اختيار، وفلسفة عابث، ارتمى في فوهة ابتلعت أحلامه، فلم يحسن عيشا بكرامة ولم يمت بائسا دون ملامة.
يقول الراوي من عاش وهن الحياة، مات ذليلاً ينتظر، هذا أحد "فدائيي" تقدموا ولا تهابوا، هذه إحدى صوره في روايته عن أحد أحفاده، مع سيدة العصر في زمانه.
من ينشد الكمال سيفقد أقرب أحبائه، مترفا مرَّ يوما من هنا فاستغرب كيف لسيد قصر أن يعيش هكذا، وكأنَّ القياس خانه، بخلاف البيئة والطبقية، ومؤثراتها الاجتماعية والرعوية، حتى ظنَّ وبعضه فطنة أن الكل واحد يقسمه على اثنين كما يفعل دائما فيصبح الناتج واحد .
العلاقات الاجتماعية وفنون التواصل اختفت خلف كل هذا الكم من الكماليات والمؤثرات التى استباحت وسطحت قدرة الإنسان المباشرة على استخدام عقله، ومباشرة حياته دون الاستعانة بهكذا "مقولات" وهكذا مفكرين، يرتعشون خلف أحرفهم خوفا وطمعا في شفقة وإن لم يكن فهبة وقول رحيم.
صورة لم تكن معبرة بل مجردة، محرمة، وإن شئت مشوهة، إن نشرت فغراسها "رؤوس حان قطافها"، ومثواها حصائد ألسنتهم.
ختامًا.. سأعتذر ربما في وقت آخر، حينما أشعر بالدفء.
*****
ومضة:
لا يعنيني ما تفهمه، فأنا لست رسولًا.
يقول الأحمد:
كما قرأتها في روايتك.. إن كنت صادقًا فهي لك، وإن كانت غير ذلك، فوزرها على من رواها هنا!