رُفع الشراع.. وأبحرت السفينة

 

راشد بن سباع الغافري

شهر نوفمبر لهذا العام والذي انقضى قبل أيام قليلة حمل في طياته الكثير من الأخبار السّارة والجميلة المتعلقة بشباب هذا الوطن، فقد رأينا وقرأنا عن الكثير من الإنجازات الشبابية العمانية وفي مختلف الأنشطة والمجالات، محُققين فيها مراكز متقدمة سلّطت المزيد من الأضواء عليهم وعلى وطنهم عمان، وحملت العديد منهم إلى مقاعد الشهرة الإقليمية والعالمية.

وما يلفت الانتباه أنّ كثيرا من هذه المشاركات والتي حملت ذلك الإنجاز كانت بمبادرات فردية من أصحابها. في هذا المقال لستُ بصدد تعداد ذلك، فهي إنجازات أكبر من أن تختزل في أسطر قليلة؛ وإنما أهدف إلى القول بأن الشباب العماني سيبدع حتمًا متى ما سنحت له الفرصة للمنافسة أو المشاركة، وهو أمر ليس بغريب عليهم. ربما العتب الذي نريد أن نورده هنا هو قلة المشاركة المؤسسية التي ترعى وتتبنى وتثق في تلك المواهب؛ وتقدمها كنوع من الشراكة المجتمعية لتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة.

لمسنا في السنوات الأخيرة أن المشاركات الخارجية لشباب عمان في تصاعد مستمر، وربما كان أحد أسباب ذلك هو أن ذلك الخارج يرصد جوائز قيمة لمن يحققون عندهم مراكز متقدمة، ويسلّطون أضواء الشهرة العالمية عليهم في مختلف الوسائل والقنوات الإعلامية، وهذا ما يختصر على المشارك أو الفائز مشوار العناء في الوصول إلى تلك العالمية بأسرع وقت وأقل جهد ممكن.

هذه القدرات والمواهب في أبنائنا هي ما يجعلنا نؤكد أهمية أن يكون لدينا في هذا الوطن العزيز المزيد من الدعم والبرامج والمنافسات وتسليط الأضواء لاستقطاب مثل هذه الإبداعات من الداخل والخارج، وأن يتبوأ ووطننا عمان صدارة تقديم المبدعين ورفد العالم بهم .

شراع الإبداع في شباب عُمان رُفع منذ بداية النهضة والسفينة التي أبحرت بهم لا يمكن أن تتوقف ولا يليق بها أن تفعل ذلك، ولهذا لابد لها أن تواكب التجديد باستمرار وأن لا تترك مواهبها ليقدمها الخارج فقط، فنحن أولى برعاية شبابنا وتقديمهم كنماذج ناجحة وموهوبة للعالم مع الاحتفاظ بحق المنافسة في المحافل الدولية سواء كان بالمشاركة الفردية أو بالرعاية المؤسسية، فما زال في جعبة شبابنا الكثير ليقدموه في مختلف المجالات.

وختامًا.. إن الخطوات التي بدأت تُتخذ وتظهر على أرض الواقع والتنظيم الحاصل يبشر بالخير، خصوصاً إذا ما وظفنا كل ذلك بالشكل الصحيح الذي يحقق لأبناء هذا الوطن تلك المكانة العالمية والتي باتوا ينظرون إليها بكل ثقة واقتدار.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة