سالم كشوب
عضو جمعية الصحفيين العمانية
(1) حصر الصلاحيات على المسؤول:
لا بُد أنَّ الكثير مرَّ على العديد من الجهات الحكومية ولاسيما الخدمية منها من أجل إنجاز معاملات تتعلق به أو مرتبطة بجهات أخرى ومن الملاحظ للأسف أنَّ بعض المسؤولين الذين ترتبط مكانتهم بكرسي المنصب يحصر بعض الصلاحيات عليه من أجل أن يتعنى له المراجع وكأنه يطلب منه شيئاً شخصياً لإتمام معاملته وهي لا تعدو في النهاية تأشيرة بعدم المُمانعة أو التسجيل وبالتالي هناك عدة تساؤلات تطرح، منها ما المانع من إعطاء تلك الصلاحيات للموظفين طالما أنها وفق الإجراءات والضوابط ولا تُخالف القوانين أم أنها لابد أن تكون مقتصرة بيد المسؤول الذي يكون يومه حافلاً بالاجتماعات والزيارات وبالتالي يكون الرد في أغلب الأحيان المسؤول غير موجود أو مشغول من أجل توقيع معاملة أو استكمال إجراء.
(2) الموظف المختص غير موجود أو مجاز:
للأسف في بعض الجهات تكون بعض الأعمال مقتصرة على موظف واحد وكأنه لن تمر عليه ظروف أو يكون مجازا وبالتالي يتضرر المُراجع في حال عدم تواجد ذلك الموظف وعدم تواجد بديل لديه إلمام أو صلاحيات وهنا تقع المسؤولية على المسؤول الذي من البداية لم يوفر أكثر من بديل في حال غياب أو انشغال موظف مختص بمهام ومسؤوليات معينة أو يكون الاعتماد في كثير من الأعمال على موظفين معينين بغيابهم وانشغالهم تتوقف الأعمال أو يتأخر الإنجاز.
(3) بطء أو عطل في شبكة بعض الجهات:
أصبحت عبارة النظام بطيء أو مُعطل، غير مستغربة عند الذهاب لبعض الجهات وكأن الموضوع خارج نطاق السيطرة أو مشكلة تحصل لأول مرة ولا توجد هناك حلول بالإمكان استخدامها لمعالجة هذه المشكلة فبدلاً من التفكير بإيجاد تطبيقات إلكترونية تعطي خيارات مختلفة للمراجع وتوفر عليه الوقت والجهد أصبح التفكير في ذهن المراجع بعدم وجود عطل في شبكة بعض الجهات الذي سيسبب في تعطل العديد من المعاملات وبالتالي وقت أكبر وتكلفة إضافية يدفعها المراجع.
(4) حضور بعض المراجعين في وقت متأخر:
أصبحت هناك عادة لدى البعض بالذهاب لبعض الجهات من أجل الاستفسار أو إنهاء المعاملات في وقت متأخر قبل نهاية الدوام مع أنه في كثير من دوائر وأقسام خدمات المراجعين يكون هناك وقت محدد للاستقبال ولكن لا تزال بعض العقليات تتعمد الذهاب بعد انتهاء ذلك التوقيت وكأنَّ الموظف في تلك الدوائر والأقسام لا يملك أعمالًا أخرى مطالب بإنجازها بعد انتهاء الوقت المخصص لاستقبال المراجعين وبالتالي من المفترض على المراجع الجاد أن يكون موجوداً قبل وقت كاف يدل على حرصه على الالتزام بالتوقيت ويكون عوناً وسنداً لأخيه الموظف.
(5) غياب الالتزام بالحضور للدوام:
مع اليقين بأنه أحياناً تكون هناك ظروف تجبر بعض الموظفين على التأخر عن الدوام، إلا أنه من الملاحظ أحيانا- للأسف- أن يصل المراجع قبل الموظف للدوام في مشهد يعكس صورة الانضباط والالتزام في بعض الجهات، ويتكرر هذا المشهد للأسف كثيرا مما يخلق كثيرا من الضيق الداخلي لدى زملائهم الملتزمين وأحيانا يكون سبباً في نقل تلك العدوى السلبية وعدم اللامبالاة لهم، طالما لم يكن هناك رادع أو محاسبة وأحيانا عدم توزيع الأعمال بشكل متساو وعادل وعدم الإنصاف أثناء التقييم السنوي يكون له تأثير سلبي على جودة الخدمة المقدمة والعمل المنجز في قضية لا يتحملها المراجع الذي يبحث عن الإنجاز بأسرع وقت وجودة عالية.
(6) الشللية في العمل:
وهنا نتذكر المقولة الشهيرة للراحل الدكتور غازي القصيبي "لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول أصحاب الشلة إلى زملاء عمل"؛ حيث تجد المعلومة والمعاملة الخاصة والمُحاباة على فئة معينة لدى المسؤول لدرجة أنها تتباهى بأنها مقربة من صانع القرار أمام الجميع، من أجل تعويض الشعور بعقدة النقص لمعرفتهم الداخلية بإمكانياتهم الحقيقية ومحاولة إيجاد هالة من المقربين والمطبلين والمنافقين، مما يولد احتقانًا داخليًا وعدم رضا لدى معظم الموظفين في البيئة الداخلية داخل تلك الجهة وتجد انخفاضاً في الإنتاجية وشعورا بعدم الإنصاف والتقدير ويرسخ في الأذهان صورة نمطية من الصعب مهما حاول لاحقاً المسؤول تغييرها في الموظف بوجود نظام يضمن الإنصاف والعدالة والمكافأة وفق الإنجاز والاجتهاد وليس نوع العلاقة مما يسبب شرخاً كبيرًا في جهة العمل ويضع حملاً كبيرا مع أي مسؤول قادم لتلك الجهة نظراً لإحداث التغيير الإيجابي المُنتظر.