أحلام سياحية وردية

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

انتهت إجازة العيد الوطني المجيد وسط أجواء شتوية بديعة تصادفت مع الإجازة الأسبوعية لتشكل وسيلة للسياحة الداخلية والخارجية مع تفاوت القدرات المالية لكل عائلة، ومع تميز السلطنة بمقومات سياحية أخاذة من خلال تنوع التضاريس وتعدد الوجهات السياحية، إلا أننا نجد في المُقابل ينقصها توافر المرافق الخدمية والترفيهية بالشكل الأمثل، ولو توفر ذلك لكانت في طليعة الدول السياحية بالمنطقة... دعونا نبحر في رؤية الأحلام الوردية لسياحة مزدهرة لعلها تكون واقعًا مشرقًا يومًا ما!!

الشريحة الأولى.. قامت بزيارة العاصمة الدافئة مسقط واستمتعت بحضور الفعاليات والمناشط المُقامة بمناسبة العيد الوطني من أهازيج ورزحات حماسية للفنون الشعبية وفعاليات تراثية من عبق الماضي التليد ومن أغاني وطنية ومن مسابقات ترفيهية للأطفال والكبار؛ حيث تنوعت أماكن إقامتها بين ما هو مُقام قرب الشواطئ والميادين العامة عبر مسارح مهيأة لاستقبال مثل هذه الفعاليات الوطنية، وهذا كله من تنظيم وإعداد وإشراف سواعد شبابية عُمانية من رواد الأعمال غاية في التميز.

الشريحة الثانية.. قضت أوقاتاً جميلة على أحد الشواطئ العمانية الخلابة؛ منها ما انتشرت صوره عبر برامج التواصل الاجتماعي، مستمتعة بالأجواء الباردة وصوت أمواج البحر الهادئة التي تريح النفس عند سماعها وتأخذها لعالم آخر من التأمل في واقع الحاضر وغموض المستقبل، كل هذا وسط توفر الخدمات العامة المتكاملة ومقاهٍ ومطاعم وتنوع المناشط السياحية البحرية كالغطس السطحي لمشاهدة السلاحف والغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك ورحلات مشاهدة الغروب والدلافين.

الشريحة الثالثة.. اختارت زيارة التاريخ التليد لعُمان من خلال بوابة الحصون والقلاع ووجدت كل ما يطلبه السائح متوفرا من معلومات وبيانات عبر الوسائط المتعددة والذي ينقل السائح افتراضياً عبر زمن عُمان الغابر، حينما كانت إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف يهابها القريب قبل البعيد وكانت كل القلاع والحصون مُجهزة بشاشات عرض شارحة لتاريخها كما كانت للنزل السياحية التراثية التي أنشأها الشباب العماني وبدعم كبير ومرن من الجهات الحكومية ذات العلاقة جذباً للسياح حين يستشعرون أنهم يسكنون بين جدران التاريخ.

الشريحة الرابعة.. كان الجبل الأخضر أيضًا، وجهة سياحية مُتميزة حينما قامت شريحة من السياح بزيارة ذاك الجبل الأشم الذي يروي قصصًا شتى من التاريخ العماني الضارب في القدم ووجدت في الجبل الأخضر ضالتها من حيث رخص الفنادق وتوفر المزارات السياحية والخدمات العامة وتنوع الخدمات الترفيهية مثل القطار المُعلق (تلفريك) إلى الطيران بواسطة المناطيد ومغامرات الاكتشاف وتسلق الجبال والتزحلق واكتشاف المناظر الطبيعية والكهوف والمغارات والحدائق العامة والمتنزهات الكاملة الخدمات.

الشريحة الخامسة.. قررت أن تذهب لمُحافظة مسندم الجميلة حيث يتناغم الجبل مع البحر عبر العبارات الوطنية وسط هدير أمواج البحر ومشاهدة الدلافين وللعلم كانت أسعار العبارات مدعومة دون مبالغة في السعر، كما كانت الشقق والفنادق متوفرة في مسندم، فاتحة ذراعيها مرحبة بالسائح وسط فقرات وبرامج سياحية متنوعة تعرف بتاريخ مسندم البحري وتنوع مناطقها السياحية وأحيائها البحرية وجزرها التي تتمتع بمناظر طبيعية جبلية رائعة مشرفة على البحر.

ومن لم يذهب إلى هنا وهناك، قرر الذهاب إلى حديقة الحيوانات المُقامة على إحدى الجزر العمانية الخلابة وأخرى إلى الحديقة المائية المقامة على ضفاف أحد الشواطئ العمانية. حقيقية إن الواحد منِّا يفخر بما تحقق من مشاريع سياحية متنوعة موزعة على مُحافظات السلطنة يستمتع بها المواطن وعائلته وبأسعار في متناول الجميع يساندها توفير خدمات عامة متكاملة لتكون سياحة محلية تجنب المواطن وعثاء السفر.. باختصار أصبحت السياحية العمانية الآن تثري بنكهة عمانية خالصة وصبغة عالمية.

وبعد كل هذا صاح المنبه ليُعلن عن ميلاد يوم جديد ليُعيدنا للواقع المعيش، وأن الإجازة انتهت وما ذُكر ليس سوى أحلام وردية جميلة يأمل كل مواطن أن تتحقق على أرض الواقع حتى لا يضطر لشد الرحال لخارج الحدود، بحثًا عن سياحة مستدامة يفتقدها؛ بل يتوق إلى أن تكون في بلده.... جل الأمنيات أن تتحقق الأحلام وتصبح واقعاً ملموساً وعسى أن يكون القادم خيراً.