آهٍ يا كبر الحنين!

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

ابتسامتك الجميلة ونظرة عينيك التي تتحدث وتقول الكثير والتي لا تتكرر ولن نجد لها مثيلًا، ضحكة شفتيك المرسومة في قلوبنا، طلتك التي نترقبها في كل مُناسبة حضورك البهي موكبك السامي لحظاتك المرسومة بالتفصيل الأدق تلويحة يديك وأنت تودعنا دمعة عيناك الشامخة وأنت ترى حبنا الكبير والذي لا توصفه ملايين العبارات ودواوين الشعر وأسطر الكتب والمعلقات، أنت لست بأي شخصية عابرة؛ بل إنك كل الشخوص، أنت وطن كبير وحلم رؤية محياك لا زال يرافقنا، أنت شعلة مضيئة وعقود ثمينة ونهر عطاء لا ينضب.

ولما كانت مكرمتك للشعر والشعراء وحبك للثقافة والأدب دافعاً لنا بأن نستمر ونبذل ونعطي بلا كلل ودون ملل ونستمد منك طاقة عجيبة وحب عظيم لكل بقعة من أرض هذا الوطن لهواء عُمان وبحرها وجوها وصحرائها إن الحب يولد بالفطرة ويكتسب بالمواقف والأفعال ومقدار هذا الحب يكبر ويتعاظم ولا ينتهي ولا يذبل أو يموت ولا يغيره رحيل الأجساد فهو في كل واحد منِّا ولن يندفن حتى ندفن أو لما بعد ذلك من حياة أخرى لا نعلم كيف ستكون، لكن حبنا باق وشوقنا عظيم ودموعنا التي لاترال تنهمر في كل موقف، كنا قد تعودنا أن نراك فيه التفاصيل نفسها الموكب نفسه وسلطاننا هيثم شامخ بطلته بهي بوجهه المنير مشع بصفاء قلبه، ولكن الفقد يبقى صعبا والنفوس المشتاقة تئن وتتوق لرؤية المحبوب لا حزن أكبر من هذا الفقد ولا ألم أشد من رحيل باني عمان ومؤسس نهضتها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه. يفوق التصور هذا الإحساس الذي ينتابني في هذه اللحظة ودموع عيني تنهمر بشدة ولا أستطيع إخفاءها، فلا إرادياً بكيت، فأنا ولدتُ على حبه وعشت وترعرت في حماه، فهو أبي وسيدي وسلطاني، كيف لي أن لا أراه مرة أخرى، أو لا أسمع صوته، فقد رزقني المولى برؤيته عن قرب بموقفين لا أنساهما؛ بهجة الأنظار بصحار، وببيت البركة العامر، رحمه الله كان كريما سخيا معطاءً، وجوده كبلسم يُطيب لنا جروحنا وابتسامة منه تعيد لنا الروح الحزينة.

الشوق مؤلم كيف لا وهو في كل مكان فقد رحل جسدا ولازلنا نجدد العهد والولاء له ما حيينا فقد أوصى بسلطان عظيم يكمل المسيرة المظفرة ولاشك أن إطلالة سيدي السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بالعيد الوطني المجيد لهي البشرى بمرحلة قادمة من مسيرة البناء والعطاء والعمل والحب المتجدد لقائد وباني النهضة، الوطن الذي ننتمي ونصوغ في حبه القصائد والقلائد الأدبية والشعر الجزل يعيش فينا أينما حللنا وأينما ذهبنا، وذكر اسم قابوس يعني الوطن والوطن هو قابوس، فكيف لا وذكرى نوفمبر المجيد تُعيد على قلوبنا ذكراه الحزينة فقد كان موكب الوداع حزيناً للغاية رغم مهابته ورغم بشاعة الصورة والوداع الأخير – كنا في حيرة وكان المصاب جللا وتلويح الأيادي على الشوارع وتمتمت العامة: الوداع يا بن سعيد! مشاعر هائلة وحزن عميق ووداع مروع وصمت قاتل وسكون كل شيء بعد تلك اللحظة؛ حيث توقفت صافرات الإنذار وهدأت الضجة التي كانت وعاد الجميع إلى منزل جاثم على ركبتيه مصدوم ولا يعرف أين يذهب فقد رحل!

إن مقالي هذا ليس سوى مشاعر جياشة في روحي وحب صادق وسماء مسقط خالية منه وقلوبنا مليئة به وأرواحنا أيضاً كل ما نقوله في هذا المقال رحمك الله يا سلطان القلوب رحمك الله يا سلطان السلام وسوف نعلم الأجيال القادمةً أنه كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك سلطان يحكم سلطنة عُمان واسمه قابوس الأمن والأمان.