عُمان وقطر.. شراكة وأخوّة

علي بن بدر البوسعيدي

فرحة كبيرة في كل من عُمان وقطر، مع الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة قطر الشقيقة؛ حيث التقى جلالته أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، في دوحة السلام، وما أجمله من لقاء أخوي يؤكد قوة ومتانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، رسميًا وشعبيًا.

منذ عقود طويلة وعُمان وقطر يتمتعان بعلاقات أخوية قوية، رسختها علاقات النسب والمصاهرة، وتوافد العُمانيين على قطر للعمل والعيش، وكذلك إقبال إخواننا القطريين على العمل والعيش في سلطنتنا الحبيبة. الحقيقة أنني عندما أنظر إلى طبيعة العلاقات بين البلدين، أجدُ تشابهات عدة، سواء من حيث طبيعة الشعبين التي تتميز بالخلق الرفيع والصدق والوضوح في المعاملات، والكرم والشهامة، وغيرها من الأخلاق والخصال العربية الحميدة. ولقد نجح الشعبان في استثمار هذه الصفات والأخلاق، فتأسست علاقات متنية لم تتزعزع، واستمرت الاتصالات دونما انقطاع، حتى في ظل تأزم الأوضاع الخليجية البينية، حيث سعت عُمان إلى دعم الجهود الرامية لرأب الصدع، وإعادة اللحمة إلى كامل البيت الخليجي.

ومما يعكس العلاقات المتميزة بين البلدين، أنه يتزامن مع هذه الزيارة السامية، بدء الإنتاج في مصنع "كروة للسيارات" والمتخصص في تصنيع وتجميع الحافلات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ حيث يطرح المصنع أول حافلة من إنتاجه تحمل العلامة التجارية "سلام" وعبارة "صُنِع في سلطنة عُمان". ولا شك أنَّ بدء العمليات التشغيلية في هذا المشروع الطموح، سيفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات العُمانية القطرية المشتركة، ويؤكد على ما تتمتع به عُمان من مقومات استثمارية جاذبة.

الزيارة السامية، آتت ثمارها مبكرًا؛ حيث وقع البلدان 6 اتفاقيات تعاون في العديد من المجالات، منها العسكرية والمالية والاستثمارية وغيرها، ما يشير إلى حرص الدولتين على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وخطوات لتعزيز العلاقات الثنائية.

في الوقت نفسه، أودُ الإشارة إلى ضرورة تعزيز الشراكات العُمانية القطرية فيما يتعلق بتنظيم كأس العالم في قطر 2022؛ حيث إن الطاقات الشبابية العُمانية قادرة على العمل والعطاء بجدية وتفانٍ والمساهمة في إنجاح هذا الحدث العالمي الفريد من نوعه، فضلاً عن أن هذه المناسبة ستتيح فرصًا واعدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما إنه بالإمكان أن يتم استخدام المنشآت الفندقية العُمانية لاستضافة جماهير كأس العالم، وغيرها من الشراكات ومجالات التعاون الواعدة.