عائض الأحمد
أحياناً كثيرة عليك أن تكون وتشعر بأنَّك أغبى رجل في العالم، ليس بالضرورة أن يكون لك رأي في كل شيء وعليك أن تسأل أصحاب الرأي عندما يأتي في غير وقته وزمانه ماذا حلَّ بهم.
الحديث عن العلاقات الاجتماعية والأسرية وهذا ما أعنيه فهو الأهم بالنسبة لي، وهناك من يعتقد بأن كثرة السؤال والمتابعة والتقصي أمر مهم، والحقيقة أنه قد يكون عكس ذلك تمامًا. عليك بالتغافل والتجاهل وخفض رأسك للريح، فذلك أجدر بك من مُجابهتها. وعندما تشعر بأن هناك سلوكًا سيئًا من أحد أفراد عائلتك أو مجتمعك، أنصحك بأن تتراجع قبل أن تقدم على فعل أي شيء. وهذا لا يعني أن تنسحب ولكنه جزء من الإصلاح، فعدم المواجهة هو الحل الأمثل لخطوات تالية.
لن تستطيع إقناع أيِّ شخص في وقت اتخاذ القرار بأنَّ ما يفعله سلوك لا يتوافق مع من حوله، لكن تجاهل ما يقوم به ثم حاوره بعد ذلك، هنا فقط تستطيع إيصال كل ما تُريد وليس بالضرورة أن تحصل عليه، عندما نشاهد ردود الأفعال المباشرة على قرار قد اتخذ وحالة الصراخ والضجيج يعتقد البعض أنَّه سيقلب الموازين علماً بأنه لن يغير من الأمر شيئا.
وهذا يعود إلى الشعور بأننا دائمًا مختلفين، وأصبح ذلك جزءًا من ثقافتنا ولذلك تجدنا غالباً نرفض كل ما هو جديد أو طبيعي في مجتمعات أخرى. إنَّ الهدوء والنقاش وتجاذب الأفكار بروية وروح يسودها انتصار المنطق هو المطلب، وليس انتصارك وفرض رأيك على الآخرين، وهنا أقصد أسرتك ومجتمعك.
وإن كان الحال يقول ولما لا يكون نهج حياة ومرادا وأملا نبني عليه هدوءًا يعيدنا ويعيننا على التفكير بطريقة سليمة دون انفعال، لن نجني منه غير مشقته، ودفع ثمنه.
ولكن علينا أن نأخذ من أفواههم عبرة، وإلا ماذا سيضيف لنا "مسعود" وهو يعد أصابعه قبل أن تشرق شمس كل يوم أثناء إجازته في إحدى دول الشرق الأوروبي، وكما يقول الحكمة أن تعدها قبل أن يعتدى عليها، وليس بعد أن تفقدها ثم "تولول" يا حكيم عصرك.
ختامًا.. الحب لبنة البيوت وليست الحجارة وما يحيطها.
*******
ومضة:
عاتب كما تشاء ولكن لا تسيء الظن، ولا بأس بفطنة أن غلبها حذر.
يقول الأحمد:
كما هي النرجس أسطورة في اسمها، هي كذلك إن بقيت في الشمس أو أحاط بها الظل.