في عيدك يا وطني

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

في هجعة الليل البهيم سرت منِّا مشاعر تترى في كل منعطف وميدان، تبحث عن ذاك السراج الذي أنار العتمة يوما، وأجلى ذاك الشقاء ببراعة وهدى فما أبقاه دوما، وصار يمضي في نهجه وضاءً متحديا عصبة الأخطارِ، فكان الخطب يحذر من جانبه يعلم أنه كالبتارِ.

عاش معاديا للجهل ومحارباً أعوانه، ومُشمراً تراه إلى فوزا وفلاحا، وتارةً إلى نجاح وعز وصلاحٍ، فنعمّا هو قد كان دستورا بنى عزنا، وسعى من يومه قائداً وملهمًا نبراسا، قد شق من أجلنا كل همة وسبلا، وأعاد لنا المجد والسيرة الغراء.

فالله يسره من يومه، فصار لنا فخرا وذخرا وملاذا في النائبات ومعقلا، ذاك قابوس همام وسلطان من صفوة الأحرار. فيا ربي باركه في روض الجنان متنعمًا، واجعله مخلدا يرفل في أجوائها وفسيحها، قابوس قد نادى بحفظ كتاب الله وبالبر والعدل والإحسان، فتالله ما مات فبصنيعه حير الأفكار.

تغمد الله والدنا السلطان قابوس بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته وطيب الله ثراه، وعمان على العهد بعده ماضية، وفي الطريق الذي رسمه لها لتكون دولة يُشار لها بالبنان مباهية، فهذا هو نوفمبر المجيد أقبل، فطوبى لنا أفراحه، وهنيئا علينا أصباحه.

إن هذا الشهر الوطني أحبتي يجيء وبلادنا قد قطعت مرحلة مهمة من مراحلها المزدهرة، مستذكرة بكل إجلال وإكبار، الإنجازات المشرفة التي حققها لنا السلطان قابوس طيب الله ثراه، والتي من الممكن أن نفخر ونفاخر بها، ومتباهية بما أنجزه وحققه جلالة السلطان هيثم أطال الله في عمره، الذي يسدي توجيهاته من أجل الوطن وشبابه وأهله.

إن احتفال السلطنة بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد من عمر النهضة ومسيرتها المتجددة، يجعلنا أمام مسؤوليات كثيرة، ويحدو بنا أن نقف في موقع المتأمل والشاكر والحامد لله عز وجل على ما تحقق ويتحقق، فعُمان والحمدلله نأت بنفسها عن الصراعات الدولية والخلافات الإقليمية، وكانت أولاً متصالحة مع نفسها، وعقب ذلك مع الآخرين، مما مكنها من تطوير البلد وتعزيز عجلة التنمية بما هو مفيد، آخذة في الاعتبار متانة علاقاتها بالعالم كله وتقويتها، وحرصها على مبادئ حسن الجوار وعلاقات الصداقة والأخوة مع دول الإقليم والمنطقة.

لقد حققت السلطنة في الفترة من 2020- 2021 وبسبب الخطط المدروسة وإعمال الفكر في الداخل، وإعادة النظر في المصروفات والمدفوعات والدين والمال العام، نسباً ممتازة من التحسن في ميزانية الدولة، وهذا يرجع إلى النهج الحكيم الذي اختطه مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -حفظه الله-، فجاءت الاستثمارات الأجنبية والعربية والخليجية على أراضي السلطنة خلال أربعة وعشرين شهرًا بما يبشر بالخير، وأعطت مؤشرا جيدا بأنَّ القادم بإذن الله سيكون أفضل.

فما تعيشه السلطنة من أمن وأمان واستقرار، جعلها قبلة للكثير من الدول لفتح مشاريعها العملاقة على أراضيها، وحدا بها أن تكون منطقة استراتيجية واعدة جاذبة للاستثمار.

ها هو الثامن عشر من نوفمبر أتى، ونعيش اليوم أفراحه بكل فخر، فالمرأة التي حظيت بنصيب وافر من التعليم، نجدها اليوم قد تبوأت مكانة مرموقة، وصار الرهان عليها في أنها عند حسن الظن كبيرًا، فهي أم وأخت وزوجة ومدافعة عن تراب هذا الوطن وحياضه ومقدساته، شأنها شأن أخيها الرجل والذي ينبغي أن يكونا على الدوام، شركاء في تعزيز مسيرة التنمية واستقرار البلد، وذلك من حيث أمور كثيرة ينبغي مراعاتها والعمل بها وعليها، وتارة أخرى تداركها لما فيه مصلحة الأجيال القادمة.

إن مثل هذه الأعياد الوطنية يتجدد فيها الأمل والعطاء والتفاؤل بمستقبل سعيد وعيش رغيد، فأهل عمان يكبرون الجهد الذي يبذله جلالة السلطان هيثم من أجل أن تبقى عمان مصانة أبية، ودولة تبني نفسها بسواعد أبنائها وبفكرهم وجهودهم، ولا شك أنهم لبعضهم البعض ظهيرا.

حفظ الله جلالة السلطان هيثم، وأيده بنصره وأسبغ عليه من واسع فضله، وأعانه على حمل الأمانة، وبارك في مسعاه وخطاه، ووفقه للخير دائمًا وأبدًا، وكل عام وسلطاننا وأنتم وبلادي بخير وفي حبور وسرور.