في بيتنا متعصب

 

عائض الأحمد

 

حاولت كثيرًا أن أجد تعريفًا يتفق عليه الجميع أو بعض منهم لكلمة تعصب فلم أجد، معنى محددا يجعلني أصنف هذا أو ذاك على أنَّه متعصب وعلينا أن نضعه تحت هذا التعريف. لنتعامل معه وفق ذلك الإطار(المتعصب).

أعتقد أن التعصب جزء من انتماء الشخص وهذا ليس عيبا مطلقاً بل شيء محمود إن بقي في إطار عدم التجاوز على الآخرين، أو الانتقاص منهم؛ فالجميع له الحق أن يتعصب لمدينته وقبيلته وقبل ذلك لوطنه ولكل ما يشعره بالانتماء أيا كان. وقد ينسى البعض أن التعصب صفة إنسانية ليست حكرا على أحد أو ميزة لشعب دون آخر. وكلنا نعلم بأن الجميع لديه نفس المشاعر الخاصة حيال ما يعتقد بأنَّ من حقه أن يجعله متعصبا ونحن نرى ذلك شرقا وغربا، وأينما حل البشر. حتى في أكثر الدول تقدماً وحضارة وليست دول العالم الأول عنَّا ببعيد؛ فهناك بعض الشعوب لا تنطق معك حرفاً واحداً بغير لغتها. ولم يكن يثير اهتمام أحد طالما كان في حدوده، هنا إنسان يعني أن هناك "متعصب".

فأرجو أن لا يأتي أحد ويستشهد بالمجتمع الفلاني والعلاني ويقول لنا عندما كنت في (الشرق أو الغرب) لم أشعر بذلك، هذا صحيح ولكن هل تعلم لماذا؟ لأنَّ المتعصب لم يتجاوز على أحد ولكنه أكثر تعصبًا مني ومنك ولكن ضمن إطار عدم الإساءة للآخرين.

الغريب المثير حد الشفقة أن من يناقش أمر هذه الصفة هم أكثر الناس إساءة وتصدرا للمشهد. وما أكثرهم في أيامنا هذه يقولون مالا يفعلون؟! ولديَّ اعتقاد بأنَّ هذا المصطلح يردده أغلب الإعلاميين والنقاد المهتمين بالشأن "الرياضي" ويجعلون منه فزاعة لكل من يختلف معهم في الميول علماً بأن الرياضي والمتابع الشغوف يجب أن يكون متعصبا ذاك التعصب الذي يدفعه للمتابعة بحب وشغف دون التقليل من شأن أحد.

إذن أنت من يُقرر أي تعصب تريد ومع أي تعريف له تصنف نفسك.

 اجعل من نفسك "متعصباً" ذا مبدأ، وضع أمامك قاعدة "الحب" لمن تشاء واحترام الجميع.

ختامًا.. عندما تتحدث فأنت تمثل نفسك، تبرأنا من الكثيرين حينما تجاوزوا في حقوق الآخرين لا تنسى هذا.

*******

ومضة:

أترحم على الموتى بعد كل لقاء بك.

يقول الأحمد: احترام حق الاختلاف ليس مكرمة منك!