مسؤولون: حلول متواصلة لمعالجة تلوث مياه الآبار بالمناطق المتضررة من الأنواء المناخية

...
...
...
...
...
...

الرؤية- فيصل السعدي

أكد عددٌ من المسؤولين أن الجهات المعنية بموارد المياه تعمل على وضع حلول لمعالجة تلوث مياه الآبار في المناطق المتضررة من الأنواء المناخية "شاهين"؛ حيث شكا مواطنون من تلوث هذه الآبار بسبب مياه الأودية التي أضرت بالمياه الجوفية المُغذية لهذه الآبار.

وأكد سعادة الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي والي السويق وجود بعض  الأضرار على آبار المياه، وقال إنَّ هذه الأضرار ناتجة عن اختلاط المياه الجوفية ببعض الشوائب التي جرفتها مجاري الأودية. وأضاف الغفيلي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أنه يجري التواصل مع الجهات الحكومية المعنية أولًا بأول لتعقيم هذه الآبار، من خلال وضع بعض المبيدات والمطهرات. وتابع أن وزارة الصحة تعمل على إجراء مسح شامل لجميع الآبار للتأكد من خلوها من أية شوائب حتى تصبح صالحة للاستخدام، موضحا أنه لم يتم رصد أية أعراض صحية على مستخدمي هذه الآبار. وأشار إلى أن هناك مراقبة مستمرة من الجهات المعنية لتلك الآبار حتى يتم تطهير جميع الآبار وتكون صالحة للاستخدام بالكامل.

وقال المهندس سليمان بن حمد السنيدي مدير عام بلدية شمال الباطنة- في تصريح لـ"الرؤية" إن البلدية تلقت العديد من البلاغات من السويق والخابورة وصحم، حول تلوث وتضرر آبار المياه نتيجة الحالة المدارية "شاهين"، مشيرا إلى أن بلدية شمال الباطنة نوهت للمواطنين بعدم شرب المياه من الآبار أو استعمالها في الطبخ بحكم تلوثها بمواد عضوية، وأن بعضها يحتوي على كائنات حية وغيرها من مخلفات الأودية. وأضاف السنيدي أنه تم أخذ عينات من 50 بئرًا في المناطق التي تأثرت بالأنواء المناخية، وأن جميع هذه العينات أظهرت عدم مطابقتها للاشتراطات الصحية عدا عينة واحدة، وتم التنسيق بين البلدية وأصحاب هذه الآبار لتفادي استخدامها. وأوضح السنيدي أن جميع المناطق المتضررة في الخابورة تلوثت آبار المياه فيها، وتفاوتت نسبة التلوث من بئر لأخرى. وأشار إلى أن 80% من مناطق ولاية السويق تلوثت مياه الآبار فيها، بينما تلوثت مياه الآبار في 30% من مناطق صحم. وأكد السنيدي أن أغلب الآبار في المواقع المتضررة تلوثت بسبب دخول الأودية فيها، وأصبح معظم الآبار مردوما بالأتربة والفضلات وغيرها من مخلفات الأودية، لكنه أشار إلى التنسيق المستمر مع وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وكذلك مركز جودة وسلامة الغذاء، لمعالجة هذا الأمر. وأضاف أن البلدية أبلغت المواطنين بعدم استخدام مياه هذه الآبار، والعمل على تنظيف البئر بالكامل وإزالة جميع الطين والملوثات، حيث يتم بعد ذلك نزح المياه من داخل البئر أو استعماله في استخدامات غير بشرية، لضمان تجدد مياه البئر، علاوة على تعقيم الآبار بنوع معين من الكلور.

ولفت السنيدي إلى أن بعض الآبار قد تكون شبه مردومة بالطمي الناتج عن الأودية وأن بعضًا من هذه الآبار قريبة من مواقع الصرف الصحي، وبالتالي تكون المياه غير نقية وغير صالحة للاستهلاك، ويجب التوقف عن استعمال مياه البئر لمدة شهر كامل.

المواطنون من جانبهم أكدوا تضرر الآبار ودعوا الجهات المعنية إلى التعجيل بمعالجة الوضع، وقال المواطن أيمن الحوسني من منطقة الخويرات بولاية الخابورة إن بئر المياه غُمرت بالكامل بمياه الأودية كما تغير لون الماء بسبب الطين المتراكم فيه، مضيفا ًأن التلوث بات واضحًا. وأوضح أنه حاول تفريغ البئر من المياه عبر مضخة لمدة تزيد عن 5 أيام، لكنه لم يحصل على نتائج إيجابية.

المواطن راشد الكيومي أحد سكان منطقة البداية بولاية السويق، قال إن الأضرار التي حدثت كانت متوقعة، لكنه لم يتوقع تلوث مياه البئر، مشيرا إلى أهميته في توفير المياه للاستعمال المنزلي وري الأشجار في المزرعة. وأضاف الكيومي أن اندفاع مياه الأودية في شمال الباطنة بغزارة جراء الإعصار أدى إلى حدوث فيضانات وارتفاع منسوب المياه ما أدى لدخول مياه الأودية الملوثة إلى المياه الجوفية، فظهرت العديد من المشاكل مثل عدم صلاحية مياه الآبار التي يعتمد عليها السكان في الشرب والري والغسيل وغيرها العديد من الاستخدامات.

وقال المواطن عبدالله المعمري أحد سكان ولاية السويق إنه بعد هطول الأمطار الغزيرة جدًا وتجمع المياه بكميات غير مسبوقة، دخلت المياه إلى المزرعة وامتدت إلى البئر محملة بملوثات كثيرة، مثل جذوع الأشجار والأتربة والمخلفات البلاسكتية التي اختلطت مع مياه البئر.

وبين المعمري أنَّه كان سابقاً يستعمل مياه البئر في الاستخدامات المنزلية، وفي ري الأشجار بالمزرعة، مشيرا إلى أنه لم يتمكن- حتى وقت إعداد التقرير الصحفي- من استعمال مياه البئر نتيجة لتلوثه الشديد.

تعليق عبر الفيس بوك