ولنا حديث آخر

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

يحدث أن تمر بنا الأيام بدون جديد يذكر ويحدث أن يأتي الجديد على شكل إنسان جديد يدخل حياتنا ويُغير أيامنا وتفاصيلها يغير من تفكيرنا ويجدد أحاسيس قد ماتت وظننا أنها لن تعود، الشيء الذي كنت متمسكا به إلى الرمق الأخير يأتي شيء آخر ويحل محله وتتبدل الأدوار.

الأحزان التي تمر بنا ونعتقد أننا لن نتجاوزها سنتجاوزها بعد مرور الوقت ولن نبقى بنفس الإحساس ذاته فكل يوم نتعلم منه شيئاً جديدا وكل حدث في حياتنا يعلمنا ونتعلم منه .. قال أحدهم: الأيام والسنين لا تعبر عن مقدار ما داخلنا من طموحات فكلما تكبر في الحياة لابد من أن تكبر طموحاتك.

وهكذا قد كبرت سنة أخرى وكبر معها شغفي وطموحي وأحلامي ولازالت أمنياتي تعبر كل يوم مع كل نسمة وتتجدد باستمرار لأنه لاشيء دائم والأحلام التي خططنا لها سابقاً تجددت بتجدد الحياة والشخوص والمستويات والأفكار إن حياتنا اليومية المعتادة التي نعيشها وأيامنا التي تذهب ولا تعود وأوقاتنا التي تسير بنا إلى البعيد القريب لن تمر هكذا دون أن تترك فينا شيئاً من الفرح أو شيئا من الأسى والذكريات السعيدة أو الحزينة التي تعبر بنا إلى آفاق متجددة لنشرق من جديد مع كل بزوغ لشمس النهار لحظاتنا التي لن تتكرر يجب علينا ألا نتجاهلها لأنها لن تعود فكل دقيقة تمر هي تمر وتمر وتمر ولا تعود.

ننسج مع خيوط الشمس الجديدة حلما جديدا ونتساءل هل كانت أحلامنا التي تعودنا أن نحلم بها غير ناضجة كفاية! هل كل ما كان كان وكان وانتهى ! إن البرود والزوايا الباردة لا تروق لنا جميعاً فنحن بطبعنا البشري نبحث عن الجديد المتجدد أما حديثهم الفارغ فسندعه لهم ومقولاتهم الثرثارة ستعود لهم.. نحن قوم إن لم يعجبنا العجب صنعنا عجباً بأنفسنا وتحدينا الصعاب وركبنا البحر وخضنا الحروب وانتصرنا ولو بعد حين لكننا لا نيأس ولانجد طريقاً لليأس بيننا رغم قلة الحيلة فالرازق هو الله والمعطي والمانع هو الله ونعم بالله وحسبنا الله جل جلاله..

الأشواك التي تحاصر دروبنا وقد رموها أمامنا سنقتلعها وسنصنع دروبا جميلة وسنشجر الدرب الذي امتلأ بالأشواك بالطريقة الصحيحة وسنمضي قدماً نحو الأفضل تكاتفنا وتعاوننا وضحكاتنا التي تعلو في المكان وأحزاننا ودموع الفرح عند كل انتصار مهما كان صغيرا ولكننا حققنا ذلك الانتصار بجهود ذاتية، الرياح التي هبت قبل أن نجتمع والعواصف الرعدية الماطرة التي غطت المشهد السابق والأودية التي جرفت ما جرفت ولكننا بتلاحمنا اجتزنا وسنجتاز الأكثر فالحياة مشاركة وأجمل مشاركة هي التي تنبع من القلب فما كان من القلب سيكون مكانه القلب ولن تشوبه الشوائب سيظل جميلا وناصع البياض ولن يختلط بمر الحياة سيكون الأجمل دائما.

أحبتي .. نحتاج دائماً لوقفة مع أنفسنا ومحاسبتها فالعمر يمضي والحياة رحلة قصيرة نحن ليس بمقدورنا معرفة آخر تذكرة نقطعها والتي ستشكل بداية حياتنا الجديدة في العالم الآخر، رسالة من تحت الأرض: احبوا بعضكم لا تتخاصموا لا تتباعدوا ولا تتركوا  مشاكل الحياة تفرقكم وتصنع بينكم فجوة لا تنتهي تكبر مع مرور الوقت فمع مرور الوقت لا يعود كل شيء كما كان أبدا فالزجاج المكسور لن يلتئم كذلك علاقاتنا بأهلنا وأحبتنا لن تعود كما كانت وسنبكي كثيرًا ولكن في الوقت الضائع فعندها دموع الأرض كلها لن تعيد ما كان أعيدوا النظر وارفعوا سماعة الهاتف واتصلوا بمن فارقتم واعتذروا… لازال هناك متسع من الوقت ولازالت هناك بشرى سارة.