زوينة الكلبانية تستكشف "الحقيقة المنعتقة من سجن الزمن" في "فتنة العروش"

الرؤية- مدرين المكتومية

صدر للروائية العُمانية الدكتورة زوينة الكلبانية، الرواية الخامسة في مسيرتها الأدبية، بعنوان "فتنة العروش"، عن دار كلمات للنشر والتوزيع.

وتقع الرواية في 342 صفحة من القطع المتوسط، وتبدأ بإهداء من بضع كلمات تحمل في طياتها معانٍ عميقة؛ حيث جاء الإهداء "إلى الحقيقة المنعتقة من سجن الزمن"، مستخدمة كلمات بسيطة ولكنها ذات مفاهيم دلالية منغمسة في أعماق التاريخ، وتشير إلى مضامين لا يمكن التنبؤ بها سوى من خلال الرحلة الطويلة التي قد نجدها في المعنى الخفي لتلك الكلمات داخل النص. والرواية عمل تاريخي بامتياز، يوثق وفق رؤية درامية الكثير من المحطات واللحظات والأحداث والشخوص.

وحملت الصفحة 9 من الرواية بعض المقتطفات التي تظهر مبكرًا جوهر الرواية؛ حيث عبارات لإينيوس الثامن: "سوف أغني للحرب، وللدماء المراقة وللغضب، للمعارك التي خاضها الملوك ورعاياهم، للأروح المغرورة التي صارعت بعضها في ميادين المعارك وفيها انتهت"، وذكرت أيضا عبارة ليوهان جوته أبرز أدباء ألمانيا في القرن الثامن عشر: "أعمق موضوع في تاريخ الإنسان هو صراع الشك واليقين".

ويقول الناشر عن هذا العمل الأدبي المُميز، إن "فتنة العرش رواية تاريخية تقدم رؤية فنية شديدة الإنسانية لحقبة مهمة في تاريخ عمان تنازعتها أهواء المؤرخين، واختلفت فيها رؤاهم ومروياتهم؛ حيث كان الصراع على حكم عُمان (في القرنين التاسع والعاشر الهجريين) يدور على أشده بين النباهنة، الأئمة، هرمز، الجبور)".

وتلقي الكاتبة الضوء على هذه الحقبة من خلال نص تخيلي عصري مواز، حيث اكتشفت مخطوطة أثرية تروي حياة الملك الشاعر سليمان بن سليمان بن المظفر النبهاني، وتصور جانبًا واسعًا من طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في ذلك العصر، وتتجلى قدرة الكتابة على الخلق والابتكار في التعمق في شخصية الملك سليمان النبهاني (الذي كان مثارًا للجدل) وإظهار جوانبها الإنسانية عبر فضاءات سردية رحبة ومتنوعة، فيبدو الملك أبًا وزوجًا وعاشقًا وشاعرًا مرهف الحس والشعور، كما يبدو قائدًا ورجل دولة، يحاول انتشال أرضه من حافة المخاطر والخيانات التي كانت سببا في نهايته المأساوية.

يشار إلى أنَّ الكاتبة الدكتورة زوينة الكلبانية صدرت لها رواية "أرواح مشوشة" ورواية "الجوهرة والقبطان" ورواية "في كهف الجنون تبدأ الحكاية" ورواية "ثالوث وتعويذة".

تعليق عبر الفيس بوك