ماجدات عُمان

 

نصرة بنت سلطان الحبسية

منذ فجر التاريخ كان للماجدات العُمانيات حضور فعّال وبارز في الحياة العمانية وتاريخها الضارب، السائر على ركاب الحضارة الإنسانية، وشغلن مواقع قيادية عالية بكل تمكن واقتدار وإثراء، في الوطن الغالي عُمان.

ومنذ تولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم- أيده الله- مقاليد الحكم وانطلاق نهضة عُمان المتجددة من توسم أبوي مدرك تمامًا وواعٍ للمآلات من المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والمرأة العمانية بشكل خاص تهللت فرحاً واستبشرت بسيدة عُمان السيدة الجليلة عهد وما أطلقته من أنفاس وطنية بالغة الدلالة والأهمية بحسب الزمن من ناحية، وبحساب الإرث العظيم الخالد الممتد لنساء عمان من ناحية أخرى، مما كان له الأثر البالغ في نفوس العمانيات كقيادية مؤثرة ومحفزة ومنطلقة بعطاءاتها ليدونها التاريخ العُماني الحديث فيما بعد باسمها الكريم، في مجالات التنمية المستدامة.

إن يوم المرأة العمانية بمثابة تتويج لكل امرأة عمانية وتجديد للعهد وكل امرأه على أرض هذا الوطن أو على أي شبر كان من هذا العالم وهي ابنة هذا الوطن العزيز يمثل مرجعاً للاعتزاز والفخر لأنها ابنة عمان كيف ما كان الدور والواجب الذي تؤديه، وأن النجاح لا يميل للجنس بل للعطاء ولكم في كل ميدان لها بصمة. وعطاء المرأة في عُمان خير ناظر وخير ناطق للحق ويدعو للرضا والفخر، وخاصة هذا اليوم تزامن مع الظروف الاستثنائية التي مرت بها عُماننا الحبيبة جراء الأنواء المناخية الأخيرة أثبت التاريخ والمتغيرات الطارئة وحتى التحديات المجتمعية حول العالم أن المسؤولية المجتمعية المنبثقة من دور المرأة بكافة أبعادها تتجلى في القيم والهوية الأصيلة المتجذرة في المجتمعات، وقد نطق التاريخ العماني في سائر عصوره بأن المرأه العمانية لها قصب السبق في هذه الميادين مع أخيها الرجل، ونحن نحتفل بهذا اليوم فالمرأة العمانية قدمت أنموذجاً فريدًا في تأسيس وتأصيل بنية مؤسساتية للمسؤولية المجتمعية في كل الظروف والمجالات، ملتزمة بالأولويات الوطنية وبما يجسد توجهه السيدة الجليلة في دعم المرأة ويتفاعل بديناميكية مع رؤية عُمان 2040، ويشجع المرأة العمانية على المحافظة على القيم والمبادئ العمانية عبر التكاتف والتلاحم المجتمعي الذي جبل عليه الإنسان العماني منذ قيام حضارته العظمى .

كما إنَّ قيام مؤسسة عهد الخير برعاية كريمة من السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية- حفظها الله ورعاها- بتقديم الدعم للأسر المتضررة جراء هذه الظروف لهو دلالة عميقة على أن دور المرأة حاضرٌ في كل الظروف، وارتباطها وقربها من المواطنين هو خير مثال على مواقفها العظيمة في كل المجالات والظروف وهي بمثابة القدوة للمرأة العمانية المعطاءة في وقتنا الحاضر.

إنني وفي هذا اليوم تحديدًا وما أجمله من يوم، يسرني أن أهنئ سيدة عمان الأولى السيدة الجليلة، بهذا العطاء والتميز والتفاني الذي لامس قلوبنا وأرواحنا، تهنئة صادقة مليئة بالحب وسرور النفس، كما نُجدد العهد والولاء ونناظر الغد نحن العمانيات بنجاحات أكبر، وكيف لا يكون ذلك والبلد عُمان وفخرنا سيدة عمان السيدة الجليلة؟!

فتحية إجلال وتقدير للمربية الأولى وصانعة الأجيال بامتياز، وصاحبة الجدارة في كل المجالات.. وختامًا تحية لكِ أيتها المرأة في يومكِ الذي سيظل خالدًا فينًا.

تعليق عبر الفيس بوك