سارة البريكية
عندما تنبري الهمم والطاقات للدفاع عن الوطن والمجتمعات فإنِّه يكون لها كلمة وعندما تبرق السماء ويصم رعدها الآذان فإن قدراتها توازي ما تقدمه أنت أيها الفاتل ولو بجزء بسيط، ولكنها رغم ذلك رأيناها ليست بأقل من غيرها عندما يحتاج الوطن لمقدرات أبنائه ولقوى رجاله ولسواعده المخلصين وحينما تكون الأرض بحاجة الى أيادٍ ليكبر فيها العطاء فإننا سنجدها سباقة لتأخذ مكاناً لها في ذلك.
ولأن الحياة لا تستقيم بدونها فهي أم وأخت وبنت وزوجة وهي كيان فاعل قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم: "رفقًا بالقوارير"، وفي الأوقات العصيبة التي يسطر فيها أبناء عُمان ملحمة تاريخية في العطاء والعمل في أرض الميدان، فإنها كانت يدها الأخرى تبني والأخرى تربي وفي مواقع أخرى تداوي الجرحى وتخدم المرضى وتنشئ أجيالا، وعندما كان الجميع يهب لإعادة وجه عُمان الجميل في الولايات التي تضررت في الأنواء المناخية، كانت هي الأخرى تتصبب عرقا لأنها امتطت المشاق، ولأنها كان (الشيول) في يدها يحكي قصة كفاح ويقول للأرض إن فتاة عُمان هنا تزيل عنك ما أصابك وتبحث لك ما يسعدك وتناضل في أقسى الظروف لتعود الحياة إليك كما كانت وأجمل.
إن عُمان وفي هذه الأيام وهي تستذكر بكل فخر واعتزاز ما سطره الرجل الخالد فينا جلالة السُّلطان قـــابوس طيب الله ثراه من مُنجزات خالدة ليبعث على الفخر والاعتزاز وما تقدمه المرأة العُمانية اليوم في عُمان من أقصاها إلى أقصاها له من فكر ذلك الرجل الخالد فينا يرحمه الله وهو نهجه وعمله ورؤاه التي أتاحت الفرصة للمرأة العُمانية لتكون في مواقع العمل والبناء فهاهي العُمانية اليوم بفضل الله وبفضل النهج السامي لجلالة السلطان المُعظم هي في مكانة مرموقة في مجتمعها في اليوم الوزيرة ووكيل الوزارة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والخريجة والاقتصادية والعاملة والموظفة كل ذلك جعل منها امرأة مكافحة مناضلة ففي وقت تراها في وظيفتها تؤديها بأمانة وإخلاص وعندما يسدل الستار على مصدر رزقها تكون في بيتها مربية وموجهة وقائمة بواجباتها المختلفة.
عُمان اليوم وهي تستعد للسابع عشر من أكتوبر، يوم المرأة العُمانية؛ لتتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يتغمد مولانا السلطان الراحل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته على ما أولاه من اهتمام للمرأة العُمانية منذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة ومنذ انبلاج يوم الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 اليوم الذي تولى فيه السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد، فقد أراد لها أن تكون شريكة في عملية البناء والتطور وفي دفع عجلة التنمية إلى الأمام فما كان من حواء عُمان إلا أن تكون عند حسن ظن القيادة الحكيمة بها وعند مستوى التطلعات والآمال الكبار التي كانت معقودة عليها.. وعُمان اليوم لا تتقدم بمعزل عن المرأة العُمانية ولا تصير في درب الرخاء بدونها فالمرأة في عُمان حظيت بالكثير الذي لم يحظَ به غيرها في بلدان مختلفة ففكرها لم يوأد في مهده وقدراتها لم تهمش ونبوغها لم يلقَ التقاعس والإهمال وعدم الاكتراث به بل وجدت جل الاهتمام والتقدير والإشادة والعزة والرفعة للمضي قدماً نحو تحقيق المزيد من النجاحات صفا تلو صف بجانب أخيها الرجل فكانت المساواة هي السائدة والعدل في كل شيء والحمدلله فنحن قد حظينا بقائد مُحنك ورث الخصال الفذة والنبيلة وكان ولا يزال مهتماً بالمرأة العُمانية حفظ الله السلطان هيثم وأيده ونصره.
ومن هذا المقام يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسيدة عُمان الأولى السيدة الجليلة عهد البوسعيدية- حفظها الله ورعاها- وكافة نساء عُمان وبناتها بيوم المرأة العُمانية، وكل عام وأنتم بألف خير.