ناجي بن جمعة البلوشي
لقد كتب الكثير في وصف هذا اليوم وما كان فيه من لحمة وطنية خالصة لوجه الوطن العزيز، ولا أريد هنا أن أزيد عليهم فيما كتبوه لأننا جميعا مهما كتبنا ووصفنا فلن نصل إلى تمام وصف ذلك اليوم التاريخي العظيم الذي سطره أبناء عُمان العظماء.
وهنا نكتب من أجل المستقبل ومن أجل أن يكون هذا اليوم واقعا حقيقيا ملموسا لدى من سيعيش الغد ويتذكر تلك اللحمة الوطنية، أو هنا نحن لنجعل الأساسات الثابتة لدى الأجيال القادمة من أبناء هؤلاء المخلصين وليبقى هذا اليوم خالدا لديهم يجتمع فيه كل عقول وقلوب وسواعد أبناء عُمان من أجل عمان وحدها، فالتاريخ يحتاج إلى أن يخلد من قبل المختصين بشؤون التاريخ وشواهد الأمم، كما يحتاج إلى عقول تبتكر فيه ما سيساعدنا على تخليده للمستقبل وأبنائه، بل ويضعه شاهدا حيا يلمسه الكثير من أبناء عمان المستقبل كما نستشهد ونلمس اليوم ما فعلوه وسطروه لنا أجدادنا في العديد من المجالات بنواحي الحياة العامة والتي وضعوا فيها لمسة باقية مع بقاء الدهر كالقلاع والحصون ... إلخ.
ولقد كتب المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية عددا من المقترحات في مقاله الأخير المعنون "8 أكتوبر.. يوم التطوع العماني" هذه المقترحات التي هي في حقيقتها تثلج الصدر وتريحه إذا قامت بها الجهات المختصة ووضعتها في الحسبان، وهنا نضيف إلى ما كتبه شيئاً من مخيلتنا التي ربما قد تساهم في وضع تاريخ "8 أكتوبر" يوما عظيما لدى العمانيين أكثر من كونه يوماً للتطوع فقط. فنقول بداية، يقام في جمهورية روندا في آخر يوم سبت من كل شهر يوم مفتوح لتنظيف الشوارع والطرقات والحدائق، ويكون ذلك من الساعة السابعة صباحًا إلى العاشرة صباحًا، وهو أمر غير ملزم لكل فرد؛ بل هو اختياري لمن هم فوق سن 18 إلى 65 سنة، لكن الروانديين أحسوا فيه حس الواجب الوطني ووضعوا لقبًا لمن لا يرغب في الخروج لتنظيف أرضه الأم خاصة وأن هذا اليوم يسمى "أومجندا" ويعني "أمي رواندا"، تتوقف في هذه الساعات كل أنواع التنقل والحركة، عدا تلك التي يقوم بها أفراد المجتمع المنشغلون بالتنظيف حتى بدت لهم ثقافة راسخة تستدل عليها كل دول العالم بكل احترام وتقدير.
وإذا كان هذا الحال في رواندا فإننا في سلطنة عُمان والحمد لله يوجد معنا ما هو أكثر وأكبر مما هو هناك؛ حيث تتنوع مناشط واهتمامات أبناء الأمة العمانية بين من هو مهتم بصيانة المساجد وتنظيفها ومن هو مهتم بالتبرع بالدم ومن هو مهتم بمساعدة المحتاجين ومن هو مهتم بالرفق بالحيوان ومن هو مهتم بالبيئة والأحياء المائية ومن هو مهتم بالأطفال وما بهم من ابتلاءت وهناك الكثير من الاهتمامات التي لا يمكن لي أن أضعها هنا، لذلك وإذا أردنا أن نخلد التاريخ بيوم خالد كيوم 8 أكتوبر فإننا نقترح أن يقوم كل المجتمع (القادر) بمثل هذه الاهتمامات بعد انضمامه إلى المنسقين والمهتمين بها خاصة إذا ما وضعناها هدفا سنويا وخرجنا لتأديتها جميعا كل في انتمائه بنفس ذلك التاريخ من كل عام فإننا حتما سنستشعر الأثر الطيب في نفوسنا ونفوس أبنائنا ولكان لنا بهذه الأعمال لحمة وطنية باقية مع بقاء الدهر تتجدد في كل عام.
حفظ الله تعالى عُمان وأبناءها في ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم المعظم.