فقراء ببذخ

 

عائض الأحمد

ليس عيبًا أن تكون لك حاجة عند أحدهم، وليس من المعيب أن تطلبها أن استعصت عليك، الحياة تكامل كما هي تفاضل بما فضل الله بعضنا عن بعض، القدرات مختلفة كما هي البصمات غير متفقة.

أم عمرو عاشت عُمرًا تبحث عن سيد القصر، اجتهدت لتكون حليفته وخليلته، وكان لها هذا، تمادت وعقدت حبالها فنالت كل ما تريده، في غفلة وسكون حائر بين ما تمنته، وحلمت به، ففاض بها حتى ملت وأنْفَتَّ نفسها، وأبت أن تعاوده كما بدأت، فقيره ببذخ تنشره دون أن تنظر خلفها فكلما تشدقت "وهرت" فاضت عيناها حزنا، وتفطر قلبها هما وكمدا، على ماضيها وخاتمتها.

حبسته يوما في ما كانت تظنه حماية له، وهي تحمي كبرياء خاويا تعشقه، وجبروت طغيان أفكارها البائدة المترهلة المستمدة من ظاهر إنسانيتها "المتفرعنة" العطشى إلى "ثرثرة" النفس المنبوذة واقعاً تخفيه وتظهره، وقت حاجتها لسلوك اجتماعي يسيئ لها ولمن حولها.

غرورها يرضي شطحاتها فقط ويأنفه المارة قبل ملازميها عنوة.

أخذتني "حبا" ورمتني عشقًا، كانت تألفه ليس له معنى، على قارعة السبيل لم يعد طريقاً نمشيه معاً هو أي شيء غير ما كنَّا نألفه.

غرغرت روحها وذبلت أطرافها ويبست أغصانها، ملأتها غوغائية المشاعر وترف اللقاء، فخارت قواها  وتلمست سطح معرفتها الأملس الأصم، فأنشدت وضعتك بين فكي، إن أردت القيام أو الذهاب كما جرت بك العادة، حازما حقائبك دون كلمة وداع.

لن أقف عاجزة بدونك ولن تعجزني الأيام فقد خامرتها حتى ضاقت صبرا وعادت خطوات معك وبدونك أراها أجمل. كانت جرأتها يأْس، يحثها على زرع الشوك، ظنا منها أن الربيع قادم سيغطي أشواكها الدامية.

ختاما.. لن يتشابه الأطفال وإن كانت المرضعة واحدة.

*********

ومضة:

وهبت نفسها طوعًا، فإن عادت عنه مات كل شيء، كانت سيدة عبرية صلت وصامت والتزمت.

يقول الأحمد:

الكرامة ليست مالاً يا هذه!