لذة الجوع وشغف الشبع

عائض الأحمد

امتزجت، وتعانقت، وأينعت نباتًا طيب الأصل، كامن مستتر، وكامل يجوب أرواحنا، ويهيم بها شوقًا، يخطف الألباب وتشخص له الأبصار عجبًا، ولطفًا في مواقع آخر، وحيوات طابت فأينعت أمل، يرواده في موطن ضعفه عور، وسقم، ينشر الألم.

علّه يستأنس بجذوة روح تعيد له رشده، وتلقمه شهدًا كان ينشده، فأظله جهل أقران من قصدهم، وأبرحه نقمة ونهم وصلوة عذاب.

كان يبحث عن عين الشمس في رابعة النهار فأحرقته، وألهبت أطرفه، فجزع من كل نور ساقه لها، فتمنى لحظة سلام في ظلمة أفكاره، ليهنأ بها قبل أن يفقد بصيرته وبصره، ليست كما كنت تراها هي المتناقضات والمتعثرات، وكلما كنت تجهله، أحمل إزارك ودعها تنتشي ركضًا، فلن يسبقك إلى دارها أحد، ولكن احذر قلبك وتأنى قبل أن تخذلك مرة ومرات.

قبل أن تلقيك في اليم ماذا ظننت؟! أن تحتفي بك وتقاسمك أحلامها أم تدعك تركض، وتنقطع أنفاسك دون أن تصل، أو تبلغ طرف ذاك الجدار الآيل للسقوط، وكأنه ينتظرك ليلقنك درسًا في الأخلاق، واحترام الأذواق، قبل أن ينهي حياته فوق رأسك.

تعساء "ما بأيدينا خلقنا جبناء".

حياتك المقفرة الطاعنة، تلقفتها شمطاء شهباء، خلف بقاع سحيقة، وطأها قبلك الكثيرون فجزعوا، خرابة على ساكنيها لعنه "شبق" مفتعل تظنه حقيقة وهو وَهْم خلف الكثير من المثير هراءً.

توردت أطرافها خوفًا ووجلًا، فنكست أعلامها، وعاشت حدادًا لن ينتهي، عندما أعلن وفاته قبل أن يموت.

لذة الجوع وشغف الشبع أسطورتك القديمة الجديدة، لم يعد يغنيك هلام تتلمسه، فيعصف بك إحساس غريب، يدق أوصالك ويحرض ذاتك المتعطشة، فتميل كل الميل، بحثًا عمن يشبع. ارهق نفسك، القابعة خلف أسوارها منتظرة بقعة ضوء، علها تأتي من عاتٍ سرمدٍ هالكٍ يسوقه القدر سوقًا.

ختامًا.. الفرق بيننا أنا أكثر صدقًا عندما تكذبين.

*******

ومضة:

خانعه تدعي الجموح، وتغرق في كذبه، أمانها أحضان زيف زائلة.

يقول الأحمد: أعرفُ الكثير، وأتجاهل أغلب من حولي!