القوة الداخلية في الحياة بالكاراتيه

المنذر بن محمد العلوي

عندما تمارس الكاراتيه يكرر ممارسيها الحركات بكثرة لكي يصلوا إلى القوة في كل حركة، فهنالك طريقين للوصول للقوة في الكاراتيه، فالأولى هي التي يستخدمها الأغلب وهي التكرار والإعاده بكثرة وهذه هي الطريقة البطيئة، أما الطريقة الثانية هي التي تكون في استشعار القوة من الداخل، ومن ثم فهم الطريقة التي تخرج فيها الحركة بفهم عميق، ودراسة تفاصيل التحرك مع الشعور بالقوة في كل حركة يراد تأديتها.

وهذا الشيء يحتاج إلى التأمل في تفاصيل كل شيئ، إبتداءً من التنفس، مروراً بشعور القوة وتحركها في كل مناطق الجسد، الأمر الذي يجعلنا متحكمين بتفكيرنا وتنفسنا والعضلة في آن واحد حتى نصل إلى نقطة التركيز في التأمل، وذلك التركيز يجعلنا نستهدف النقطة المراد الوصول إليها، فعندما نصل إلى كل الشعور والتركيز فالتأمل وتحديد النقطة نصل إلى أقوى أداء نريده أو ربما يفوق ما أردناه.

كذلك الحياة نرى من الشخص الذي يكرر عمله فيصبح مستوعبا لكل ما يوقم به، ولكن لا يتم ذلك إلا بعد أن يقضي وقتا طويل في التكرار، ومنهم من تجده فهم المسير ووصل إلى نقطة أبعد من زملاءه لأنه حدد تركيزه على النقاط المستهدفة في حياته.

ولكن.. هنالك من يعاني بمحاولات الوصول للأهداف ولم يستطيع الوصول، ولو كنت استطيع أن اوجه له النصيحة، فسوف أقول له: "يا عزيزي تأمل أهدافك وكأنك حققتها، ومن ثم تابع تلك الخطوات التي سرت فيها حتى تصل إلى ما تريد، وسيتضح لك الطريق بكل سهولة، يا عزيزي يوجد الكثير من الأشياء نحن نعرفها وموجودة في داخلنا ولكن عدم التركيز والتشتت جعلنا لا نراها، فكل ما تريد أن تبحث عن شيء تأمل مع ذاتك في كل الخطوات، وبعد البحث العميق إن لم تجد ما تحتاجه ابحث عنه في الخارج، ولكن أولاً ابدأ مع ذاتك".

إن وصولنا للقوة عليه أن يكون نابعًا من ذواتنا بوعي عالي وإدراك كبير، فيأتي من الأعماق بعد التأمل والصفاء.. هكذا تعلمنا من الكاراتيه.

تعليق عبر الفيس بوك