د. خالد بن علي الخوالدي
اتقوا الله في عُمان الأم التي تحققت بها منجزات عملاقة وجاء الوقت لنحافظ عليها ونبني طوبا آخر في رقيها، اتقوا الله ولا تجعلوا اسم عمان إلا في العلا، وعلمها خفاقا في سماء هذا العالم، لقد تحملت شقاوتنا وطيشنا وصبرت علينا كل الصبر حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، اتقوا الله في هذا الوطن الذي علمنا من بعد الجهل وفتح لنا المدارس والجامعات وأنار قُرانا بعد أن كنَّا نعيش في ظلام دامس، اتقوا الله ولا تخلقوا الفوضى في هذا البلد الآمن والمستقر، اتقوا الله جميعاً سواء كنتم مسؤولين أو مواطنين أو مقيمين، آمنوا إيماناً تاماً بأن عمان لن تخذل أبناءها أبدا والرزق في هذا البلد مستمر ودعوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هي صمام الأمان لعُمان.
نعم إنها صمام الأمان لعُمان من العدو الخارجي، ولكن العدو الداخلي هو المحنة التي تقصم ظهورنا، عدو من الأشخاص الذين يتصرفون تصرفات خارجة عن المأمول منهم، أفراد ولائهم بعيد كل البعد عن الوطن، مجموعة من الصبية يفكرون في أنفسهم فقط ولا يُدركون عواقب ما يقومون به، مسؤول لم يقم بدوره المأمول في خدمة الوطن، لكنها عُمان ولادة الخير والسلام بها الشرفاء والكرماء الذين لن يخذلوها ولن يسلموها لأي عدو داخلي أو خارجي، عُمان بها أشرف الرجال وأنبل النساء ولن يتخلوا عن رفعتها وتقدمها وتطورها، وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- سيقود سفينة الشرفاء ليصلوا بعُمان إلى بر الأمان.
اتقوا الله ولا تخربوا هذا الوطن بأيديكم وأنتم لا تشعرون، فلا أحد منكم يضمن سير الأحداث في أيِّ تجمعات كانت، وعلى الحكومة مسؤوليات وواجبات عليها الإسراع في تنفيذها فالشعب العماني يستحق كل الخير، وأبناء عمان في أغلبهم يقدرون كل الظروف والمعوقات والتحديات التي تمر بها الدولة، ومن لا يقدر فهم فئة قليلة وغير واعية.
نعم.. هناك فئة قليلة تضع نظارات سوداء ولا يرون إلا السواد أمامهم، ويرسمون واقعًا غير منطقي، وهذا غير صحيح؛ فالبلد في خير ونعمة وفضل، نعم بها إشكاليات وتحديات، لكن هذا الوضع ليس خاصًا بعُمان فقط؛ بل في كل دولة هناك تحديات ومشاكل، والدول تحاول معالجتها وحلها والقضاء على أسبابها. ومعنا الوضع كذلك حيث نرى جهودا مقدرة في معالجة العديد من القضايا وأهمها قضية الباحثين عن عمل وقضية المسرحين وغيرها من القضايا التي بتكاتفنا جميعاً سوف نجد لها العلاج المناسب والحل الذي يرقى بالوطن وبنا كمواطنين.
أبناء عُمان.. لا تنجرفوا وراء من يدعو إلى التجمعات، فلو رجعتم إلى من يدعو إلى هذا في وسائل التواصل الاجتماعي لوجدتم أن أغلبهم يتخفون وراء حسابات وهمية وأسماء مُستعارة، لا ندري من أين مصدرها ولا أهدافها ولا يهمها البلد وما قد تصل إليه من تطورات، وهناك فئة قليلة تشارك وتتفاعل وهي تعيش في رغد من العيش والنعيم، وفئة لا يفكرون إلا في أنفسهم فقط ولا يهمهم الوطن، وما قد تؤثر عليه مثل هذه الدعوات من أضرار على جهود استقطاب المستثمرين وتأثيراتها الاقتصادية الذي هو في الأصل مرهق من تبعات كورونا.
انتبهوا يا أبناء عُمان لكل حاسد وحاقد ولا تنظروا إلى الأمور من زاوية واحدة؛ بل من جميع الزوايا، وعلى الجميع أن يتقي الله في هذا الوطن وفي الأمانة الملقاة على عاتق كل فرد، فإن حمل الأمانة ثقيل والوطن وأبناؤه كل ما يرقى بعمان وبشعبها.. وعلى كل مواطن ألا ينجرف وراء الشائعات، وعلى الجميع أن يدرك أن المسؤولية مشتركة والوطن للجميع، ودمتم ودامت عُمان بخير.