"مواقع التواصل".. تفريج هموم أم نشر شائعات؟!


ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

البيانُ الصادرُ من الادعاء العام حول ما يُنشر ويتم رصده عبر منصات التواصل الاجتماعي وما تم ملاحظته من تزايد وتيرة الكتابات المسيئة والشائعات المثيرة، وهو ما يعد إثارة للرأي العام أو بغرض نشر الشائعات ونشر أخبار تتضمن إسناد أفعال جرمية ونسبتها إلى أفراد أو مؤسسات، يُوضِّح أن هناك عقوبات رادعة تنتظر المخالفين تصل إلى السجن 3 سنوات والغرامة 3000 آلاف ريال عماني.
السؤال هنا: هل تمَّت دراسة وتحليل ما تم رصده في مواقع التواصل الاجتماعي من كتابات مسيئة وشائعات مثيرة؟! وما مدى صحة ذلك ومصداقيتها؟ فالمنطق يقول لا دخان دون نار! في المقابل لا يجب أن نُعمم أن جميع الأخبار والشائعات صادقة، لكن إذا توفرت الحجة والبرهان مع الدليل الملموس فلما لا ينظر إليها ويتم التأكد من فحواها من قبل الجهات ذات العلاقة.
وهل النشر في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض بمثابة تفريج هم يثقل كاهل ناشره ويشغل تفكيره؟ أم هو نشر إشاعة وترفيه وتسلية؟ فهناك من أعيته السبل ووقع في مظلمة شديدة وهناك من شعر بالإهانة والإجحاف، وهناك من هُضم حقه وسُلب ولم يجد بُدًا من النَّشر عبر مواقع التواصل في ظل ضبابية جهة التبليغ وتفرعها من يبلغ ولمن يتِّجه لإبراز مُعاناته؟
ومع التطور الكبير الحاصل في مجال التقنية وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المظلوم المهضوم الحقوق لايجد وسيلة أسرع من النشر عبرها لبث شكواه وتفريغ همومه، لا نقول إن فعله صحيح وصائب، ولكن من وصل لباب مسدود أصبح قليل الحيلة ولا يجب لومه ومعاتبته، وضرورة التَّفريق بينه وبين مُروجي الشائعات الذين ينتظرون كل هفوة وزلة لكي ينشروا سموم شائعاتهم وهدفهم إثارة البلبلة عبر الملأ، فهؤلاء هم من يستحقون العِقاب الجسيم دون سواهم.
كنت أتمنى أن يحتوي البيان على رقم هاتف أو موقع إلكتروني يتيح التبليغ لكل من طالته مفسدة ومظلمة، وكل من رصد جرمًا إداريًا أو فسادًا مؤسسيًا، للتبليغ بشفافية تامة وسرية كاملة أو إعادة نشر الأرقام الموجودة حاليًا أو تفعليها مرة أخرى.
في اعتقادي أنَّه آن الأوان ومع كثرة المطالبات والمناشدات إنشاء هيئة للنزاهة ومكافحة الفساد، فهو حلم مُنتظر نترقب تحقيقه، وسيكون أفضل قوة وفعالية لاسيما إذا جاءت تحت إشراف المقام السامي مباشرة، وقد تقوم هذه الهيئة بعمل اللجان الخاصة بمتابعة ومراقبة أداء المسؤولين وكذلك تنفيذ برامج مكافحة الفساد التي تم الإعلان عنها مؤخرا، فإنشاء هذه الهيئة من شأنه أن يولد شعورًا بالاطمئنان لدى الرأي العام بأن مكافحة الفساد موجودة، ويتم الاهتمام به من أعلى المستويات من أجل مستقبل أفضل لعُمان.
"خارج النص"
الإعلام سلاح ذو حدين، فإما أن يكون معك إذا أحسنت استعماله، أو يكون ضدك إذا أسأت استغلاله، وهذا هو واقع مواقع التواصل الاجتماعي، فيا حبذا لو يتم عقد لقاء بين الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد وبين وسائل الإعلام للتنسيق حول إيجاد آلية عمل منظمة هدفها درء الشائعات المغرضة، والتعاون من أجل مكافحة الفساد، ومن الجميل كذلك استدعاء أصحاب الحسابات الشهيرة ونشطاء التواصل الاجتماعي من العمانيين ممن يقدمون محتوى رزينًا وهادفًا، لحضور مثل هذا اللقاء على أمل أن يقدموا الإضافة المرجوة بواقع تجربتهم عبر الفضاء الإلكتروني.