ناصر بن حمد العبري
مع تأكيد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في اجتماع مجلس الوزراء الموقر على أن "ملف تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتي في أعلى سلم أولويات عمل الحكومة"، ليس علينا جميعًا سوى أن نطمئن ونعلم أن فرص العمل ستكون متاحة للباحثين تباعًا وعاجلًا.
الشاهد والمؤكد لدينا أن حكومتنا الرشيدة وبتوجيه من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- لإيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف في كافة قطاعات الدولة (المدنية والعسكرية والأمنية)، وشركات القطاع الخاص، وذلك من خلال البرنامج الوطني للتشغيل الذي يُعد من أهم البرامج الوطنية المنبثقة عن "رؤية عُمان 2040"؛ حيث يساهم البرنامج في إيجاد الحلول التي تعمل على سد الفجوة المعرفية والمهارية التي يتطلبها سوق العمل لضمان جاهزية الباحثين عن عمل للتوظيف الفوري، بحيث يتم ذلك وفق خطة تنفيذية وبرنامج زمني لضمان تحقيق النتائج المرجوة" وأكد جلالته- حفظه الله ورعاه- في أكثر من مناسبة أن "ملف تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتي في أعلى سلم أولويات عمل الحكومة". وهذا يؤكد ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة الباحثين عن عمل من أجل الحصول على عمل أو مهنة مناسبة في مختلف القطاعات مع تكامل الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة وتعاونها في هذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع من أجل إتاحة الفرصة للشباب للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية.
إننا نرى كل يوم تشجيعًا دائمًا من كافة الجهات والمؤسسات، للشباب العماني للانخراط في العمل واكتساب المهارات والخبرات، وهناك نسبة كبيرة منهم تعمل في القطاعات المختلفة وهناك برامج تدريبية كثيرة للعمانيين للتأهيل واكتساب المهارات والخبرات لتمكينهم من شغل وظائف متعددة سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، وأن جميع الهيئات والإدارات تعنى بتأهيل الشباب العمانيين، والرقي بهم ليتمكن العمانيون من شغل الوظائف المتاحة والتي تسعى الحكومة الرشيدة إلى توفيرها حسب البرامج المحددة لذلك وهو ما نفذ على أرض الواقع من خلال البرنامج الوطني للتشغيل، وذلك وعلى الرغم من المعاناة الاقتصادية التي يعيشها العالم بأسره والتي خلفتها جائحة كورونا، وبالطبع السلطنة واحدة من دول العالم التي تأثرت وبشدة من الآثار السلبية التي سببتها التداعيات الخطيرة التي خلفتها جائحة كورونا على الاقتصاد العماني منذ ظهور الوباء وقبلها الأزمة الاقتصادية؛ حيث سادت الأسواق حالات الركود، وتراجع التدفقات الاستثمارية بشكل ملحوظ، بسبب الإجراءات الاحترازية وقيود الإغلاق. كما خفضت الشركات استثماراتها حين واجهت انخفاضات حادة في الطلب، وانقطاعات في التموينات، وعدم استقرار الدخل وبناءً عليه زادت معدلات البطالة في أنحاء العالم، إلا أن السلطنة وبقيادتها الحكيمة ومن خلال رؤية "عمان 2040" وبتوحيهات سامية ارتات ضرورة التغلب على تلك التداعيات برؤية صائبة والذي جاء بتوجيه وحرص لديمومة وجود فرص العمل بشكل مستمر ليتأكد شبابنا من الباحثين عن عمل أن حكومته وقيادته الحكيمة لا تألو جهدًا ولا فكرا في العمل على توفير فرص العمل والتوظيف عاجلا وليس آجلا.
ليعلم شبابنا جميعا أن التوظيف وفرص العمل آتية حسب برنامج وطني طموح وُضع لذلك وهو البرنامج الوطني للتشغيل بتوجيه وحرص سامٍ من لدن جلالته، فلا داعي أبدًا للإنصات للكذب وإشاعة الفتن والدعوات لمظاهرات أو وقفات لا يأتي من ورائها إلا تعطيل المصالح والأعمال وتفاقم الأزمات الاقتصادية واستمرار حالة عدم الاستقرار، ولنعلم أن اندلاع أية تجمعات بشكل متكرر، يضغط بشدة على الوضع الاقتصادي، وتتسبب في تراجع العديد من المؤشرات، وتُعرِّض السياحة لمزيد من الخسائر والركود، وتراجع الناتج المحلي، وربما تتوسع دائرة الباحثين عن عمل، فيما تكافح الحكومة بكل قوة للقضاء عليها.
في الختام أوجه كلمة لشبابنا: نحن نؤمن بحبكم لوطنكم ونثق بأنكم أنتم سواعد هذا الوطن والقائمين على حماية مكتسباته للأجيال القادمة، وأنتم حاضر عُمان ومستقبلها، فحافظوا على وطنكم تنعمون بخيراته.