علي بن بدر البوسعيدي
مع احتفال مُختلف الدول باليوم العالمي للسلام الذي يُوافق 21 سبتمبر من كل عام، ينبغي أن نُشير بكل وضوح إلى وطننا العزيز عُمان، باعتباره بلد السلام، والأمن والرخاء، فما تحقق على أرض هذا الوطن الغالي من مُنجزات تنموية غير مسبوقة، شهد لها القاصي والداني، أسهم إسهامًا حقيقيًا في ترسيخ مكانة السلطنة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بجهود نشر السلام وترسيخ أركانه.
وعندما نتحدث عن "عُمان السلام" فلابُد لنا من تسليط الضوء على النموذج الرائد للدبلوماسية العمانية القائمة على مبادئ ونهج السلام، والذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ويسير على ذات النهج حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله. هذا النهج الداعي للسلام والمؤصل له تجلى في الكثير من المواقف والأحداث على مر العقود الماضية، وأثبتت عُمان أنها بحق دولة سلام؛ حيث سعت إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والتي أثمرت في نهاية المطاف عن إبرام اتفاقيات سلام ومعاهدات عززت من الاستقرار الإقليمي والدولي.
ودبلوماسيتنا الرصينة التي تستمد قوتها من مساعي السلام الحثيثة المبذولة في مختلف المحافل، برهنت هي الأخرى على مدى الحرص الرسمي على تثبيت أركان السلام، وما أدل على ذلك من الكلمات التي ألقتها السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من المحافل والمؤتمرات، لتؤكد عُمان دائمًا أنها وطن السلام.
وبنظرة سريعة على ما يدور في منطقتنا ومختلف المناطق حول العالم، نجد أن غياب السلام يُهدر فرص التنمية والتطوير، ويحرم الأجيال من الحق في الحياة الكريمة والمعيشة الطيبة، ولذلك تتسابق الدول والمنظمات الدولية للاقتداء بالنهج العماني في السلام، بل وطلب مساعدة السلطنة لاستضافة مباحثات سلام أو دعوة الأطراف المتخاصمة في قضية ما إلى مائدة التفاوض على أرض عُمان الطيبة، لأنهم يعلمون تمام العلم أن عُمان وحدها فقط هي القادرة على رأب الصدع، وتجسير الفجوات بين مختلف الأطياف، وهذا ما يجعلنا دائمًا نشعر بالفخر بأنَّ بلادنا تساعد في إطفاء نيران الحروب، وتجمع الفرقاء على طاولة واحدة، وتشهد على ميلاد اتفاقيات ومعاهدات تكون سببًا في رخاء وتنمية العديد من الدول.
إننا علينا اليوم أن نفخر بكل ما تحقق من مُنجزات، داخلية وخارجية، فالقيادة الرشيدة تقود الوطن بحكمة واقتدار، ورؤية سديدة قادرة على استشراف المستقبل ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتجاوز التحديات والعقبات، من أجل سعادة ورفاهية المواطن أينما كان.