وَا أسفاه…!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

ذهب الزمان الجميل الذي كنَّا فيه لا نعرف من الحياة إلا بساطة العيش فيها ولذة لقاء الأصدقاء وأطفال الجيران وأصدقاء المدرسة وأيامنا الجميلة التي كنَّا نقضيها بانتظار أذان المغرب ولمة الأهل لتناول وجبة الإفطار في شهر رمضان وترقبنا بشغف لموعد بث سلاحف النينجا أو رعد العملاق أو سالي أو الكابتن ماجد، شهلاء وجودي أبوت وأقود القطيع إلى مدينة النخيل كل شيء جميل وموكاموكا وماروكو الصغيرة أيام عشناها بصدق براءتها؛ لذلك لا يزال وجهي يحمل البراءة ذاتها وكل من شاهدني توقع أنني لازالت طفلة بابتسامة بريئة بعيدة كل البعد عن هذا العالم الذي أصبح واقعا تعيسا! اختلف كل شيء واختلفت التربية واختلف التعامل مع المواقف ذاتها.. لماذا؟!

رأيتُ العجب العجاب وسمعت الأعجب من ذلك وكأننا نعيش في أوروبا، ويحدث أن تخرج بنت قاصر وتقود سيارة والدتها لمُلاقاة صديقها، والأدهى أن الأم تعلم بذلك، لكن لأنها عليها سوابق هي الأخرى فتسكت عن هذا الفعل، الذي بدأ بالتفاقم شيئًا فشيئًا. أما عن الوالد فهو في عالم آخر والأخوات الأخريات كل واحدة بفعل مشين أحقر من الآخر، أما الإخوة فكل واحد منشغل ببيته وعائلته ولا يسأل، وإن سأل وسمع من هنا وهناك ترد عليه البنت قائلة: أنت لست أبي أو أمي لتكلمني!!

حقيقة هذه القصة أزعجتني كثيرًا ومثلها الكثير شيء لا نرضى به في مجتمعنا الأبي وشيء نرفضه وننزعج منه ولا نرضاه البتة لذا من هنا أقول لابد أن تكون هناك ضوابط وقيود على البعض وكيف لقاصر أن تسوق سيارة؟ ألا تخش من الشرطة؟

ونسأل لماذا الوباء!؟ إنه من هذه الأخلاق وقلة التربية وعدم وجود وازع ديني وأخلاق منحطة غياب الأب عن المنزل انفلات الأم انشغال الإخوة كل هذه الأمور تسبب هذا الوضع المزري والمشكلة أننا في مجتمع مُحافظ لا يشجع هكذا تصرفات ولكن من نلوم! وعندما نسمع هكذا أمور تشتعل فينا نار ولكن ليس بأيدينا التدخل ومن لم يستطع فبقلبه.

إننا في هذه الأيام نترقب حدثاً بالغ الأهمية ألا وهو عودة الطلاب إلى مدارسهم بعد انقطاع سنة ونصف السنة عن مقاعد الدراسة وكل ما نرجوه لهم التوفيق والسداد وأمنياتنا القلبية لهم بعام دراسي جديد حافل بالإنجازات والعطاء مكلل بالنجاحات الطيبة التي يشار لها بالبنان، وأما عن طلاب الثانوية العامة فدعاءنا لهم بالتوفيق والتيسير والنجاح فهم مقبلون على سنة مصيرية ووجب عليهم الاهتمام وعدم التشتت. من هنا أوجه رسالة لكل ولي أمر أن يهتم وأن يراعي الأوضاع التي نعيش بها وانتشار الوباء العالمي "كوفيد -19" الالتزام بتهيئة الجو المناسب لتحقيق النجاح والاهتمام البالغ بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن وأما عن الأدوات المدرسية فهي تحتاج لتعقيم مستمر خصوصًا للأطفال الذين لا يعون ذلك وأيضاً علينا الحذر من رفقاء السوء الذين يجرون أطفالنا وبناتنا وأبنائنا لعالم قذر لا نرضى به، وتصرفات وأخلاقيات لا نشيد بها، ولا نرجوها.

الرجاء كل الرجاء من أولياء الأمور إبعاد الأجهزة الإلكترونية في فترة الدراسة لأنها المخرب الأول والمشتت لعقول الشباب والأطفال والبنات من هنا أقول حان الوقت: اسحب كل الأجهزة ولا ترضى بأي عذر من طفلك لكي نحظى بمجتمع سليم خالٍ من الأفكار والأخلاق الشيطانية التي من شأنها أن تنشىء جيلا جديدا لا نفتخر به جيل وقح بأفكاره وتصرفاته وكلماته جيل غير مثقف إلا في...!