فراطة بعض المشاهير

 

د.حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

 

 

في هذا الطرح لن ألجأ إلى التشهير بِذكر الأسماء، ولكن إذا وجدنا لاحقًا أن الوضع فقد السيطرة وفي ازدياد، هنا قد تُجبرك الظروف للتشهير بالاسم واللقب، ومن ثم فضح الابتزاز الذي يمارسه- للأسف- بعض ممن يُعرَفون بمُصطلح المشاهير، حيث سأحكي لكم قصةَ إحدى الباحثات عن العمل، التي قررت عدم انتظار الوظيفة، من خلال قيامها بتأسيس مشروعٍ تجاريٍّ (بوتيك مُتعدد الأغراض) طبعًا عن طريق التمويل والاستدانة.

بدأت حكاية الفتاة المُتعطشة لفتح مشروع الحياة، من خلال النصائح التي تلقتها من صديقاتها حول البحث عن شخصية مشهورة لتقوم بالترويج لمشروعها التجاري؛ حيث جاءت الترشيحات لشخصية نسائية لديها عدد كبير من المتابعين، ومعروفة بأنها من مشاهير "السوشيال ميديا" وتقوم بمثل هذه البرامج الدعائية؛ حيث تم الاتفاق على الترويج للبوتيك مُقابل مبلغ مالي، وعلى الرغم من أن المبلغ ليس بالقليل ولكن المسكينة أُجُبِرت لقبول شروط مَنْ ستقوم بالدعاية.

إلى هنا والأمر طبيعي وعمل دعائي مشروع يَقومُ به كثيرٌ مِنَ هؤلاء الذكور والإناث، ولكن غير الطبيعي ما حدث عند قُدومِ بَطلة القصة التي ستقوم بالترويج لمحل البوتيك، حين دخلت المحل أخذت سلة يحملها الزبائن عادة عند تبضعهم في المحل؛ لكي تقوم بالتالي:  عندما تنتهي من تصوير كُلِّ رُكْنٍ من أركان المحل، تقوم بأخذِ سِلعة من ذلك الركن (فستان- ساعة- حقيبة- حذاء- عطر…إلخ) ومن ثم تضعها في السلة، حيث أدى هذا التصرف لسخط وغضب صاحبة المحل، وامتعاضها من هذا التصرف الذي تقوم به هذه المروجة، لكون أنَّ هذا الأمر ليس ضمن شروط الاتفاق، كما إن هذه الأغراض تتبع شركات وعلامات تجارية يقوم المحل ببيعها ومن ثم يأخذ فائدته من بيع كل سلعة، وبالتالي الآن ستقوم هذه الفتاة المسكينة والمغلوب على أمرها بدفع تكاليف هذه الأغراض من جيبها الخاص، ولكن صاحبتنا نجمة المشاهير قالت للفتاة أنا هذا أسلوبي وآخذ ما أريده في أي محل أقوم بالترويج له.

الإخوة والأخوات الأعزاء، لم أجد وصفاً لهذه المروجة للإعلانات إلا وصفَ "فراطة"؛ لأنه وصف دارج ويعلمه عامة أفراد المجتمع، للسذاجة والكبرياء والغرور الذي يصل له بعض مشاهير "السوشيال ميديا"، لذلك عند تتبعي لحساب هذه الفتاة التي قامت بالدعاية الإعلانية، وجدتُ أنها تصف نفسها أنها ناشطة اجتماعية وتدعم مشاريع الشباب وتعشق العمل التطوعي، ولكن المواقف هي ما تكشف حقائق وشعارات بعض مروجي الإعلانات في "السوشيال ميديا"، لم نختلف معكِ في السعر المالي الذي تقاضيته من هذا العمل الإعلاني، وذلك لوجود موافقة من الطرف الذي تقدم بطلب الإعلان، ولكن اختلافنا وعدم قبولنا للتصرف الذي وصفته بـ"الفراطة" في استغلال حاجة تلك الفتاة المسكينة صاحبة المشروع التجاري.

ما هكذا تُورد الإبلُ يا من تَدّعينَ دَعْمَكِ لمشاريع الشباب، لا تغركِ الشهرة التي تتفاخرين بها في السماح بنهب ما تتلذذ به نفسك من أغراض ومواد لا يحق لك أخذها دون مقابل، وخصوصًا إذا كان هذا التصرف غير مقبول من أصحاب المكان، واتركي هذا الطمع والجشع واستغلال حاجة أصحاب المشاريع، واعملي بكل مهنية والتزمي بشروط الاتفاق؛ لأن هناك شخصيات تستحي أن تقول لكِ (لا) من باب الحياء والاحترام، رغم أنَّ هذا السكوت سيكلفها ويرهقها ماديا وهي في أمس الحاجة إليه بدل التبرع به لشخصكم الذي لا يستشعر ظروف الآخرين.

رسالتي لمثل هذه الشخصيات الأنانية التي تقوم بعمليات التسويق والإعلانات الدعائية، كونوا سندًا وعوناً لشباب وشابات الوطن، وقدروا ظروفهم المادية وأبعدوا عنكم هذه الفراطة والجشع والطمع عندما تقومون بالترويج والدعاية لهم، مع خالص الشكر والتقدير للشخصيات المحترمة التي تمارس العمل الدعائي والإعلاني، ولم نسمع عنها إلّا كلّ خيرٍ، يعملون بطريقةٍ احترافيةٍ دون أن يصدر منهم أيُّ طمعٍ أو جشعٍ أثناء ممارسة عملهم الدعائي وبلا فراطة.. أتمنى أن الرسالة وصلت!!