الملابس غير المحتشمة

سعيد غفرم

زاد معدل ارتداء الملابس الضيقة مثل (الفانيلة) المكتفة والخفيفة غير الساترة والشورت القصير الذي يصل إلى الركبة عند الشباب وأيضاً البنطلونات (الجينز) الضاغطة مع (التيشيرت) والعبايات المفتوحة وارتداء الكعب العالي لدى الفتيات، وخاصة مرتادي الأسواق والمولات، دون احترام القيم الدينية والعادات والتقاليد المهمة في المجتمع الذي يعيشون فيه، والابتعاد عن الزي الرسمي الأصيل الذي يُعبر عن هويتنا الوطنية التي ينبغي الاعتزاز بها والمحافظة عليها.

فما نظرة المجتمع للذين يرتدون تلك الملابس سواء من الشباب أو الفتيات؟

أصبح من اللافت للنظر مشاهدة اللبس غير المحتشم في المحلات التجارية والمطاعم وغيرها بحجة التحضر ومسايرة موضة العصر الحديثة، إلا أنها لا تناسب عادات المجتمع وتقاليده الحميدة، لأن أفراد المجتمع يستنكرون هذا اللبس ويذمون فاعله وهو أمر مرفوض ولا يُمكن أن نرضى به في مجتمعنا المحافظ وينظرون لذوي الملابس غير المحتشمة على أنه بلا حياء ولا خجل، وهذا معناه غياب الوازع الديني عن حياة بعض الناس.. واللافت أن هذا يحدث بشكل ملحوظ أمامنا في الأماكن العامة ولم نحرك ساكناً إزاء تلك التصرفات الخادشة للحياء، بحجة عدم التدخل في شؤون الغير أو الحرية الشخصية، لأننا لا نملك سوى سلطة الكتابة والتعبير عن ما نراه.

فالزي ليس له لا علاقة بالحرية الشخصية ما دام لا يتناسب مع الذوق العام للمجتمع، بل الأدهى من ذلك أن ترى في الحدائق العامة وعلى البحر كبارا في السن وهم بصحبة عوائلهم وأطفالهم بملابس قصيرة.

ولعل من أهم الوسائل للتصدي لهذه السلوكيات هو توعية الرأي العام لمواجهتها قبل أن تنتشر بين الناس بشكل سريع؛ فمجتمعنا العماني- مثل أي مجتمع آخر- يتأثر بمنصات عالم الموضة والأزياء الشائعة في مختلف المجتمعات الإنسانية، فلا يجب أن نقلد الغير إلا في الأمور الحسنة وتفعيل دور وسائل الإعلام الاجتماعية لمحاربة العادات الخاطئة على المجتمع، وضرورة وضع غرامة مالية على مخالفي الذوق العام في المرافق العامة واطلاع السياح والزوار على التعليمات الإرشادية والالتزام بها عند دخلوهم تلك الأماكن. وكذلك منع دخول المخالفين بملابس غير لائقة إلى المراكز التجارية، إضافة إلى تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التعليمية للمحافظة على الزي التقليدي.

يحتم الواجب علينا رفض هذه الظواهر السلوكية أفرادا وجماعات والعودة إلى التمسك بديننا وعاداتنا وأعرافنا ولا ننجرف وراء العولمة دون معرفة أهدافها ونتائجها السلبية، وإمكانية تفعيل دور المجتمع المحلي بتقديم النصائح التي من شأنها أن تغير سلوك الأفراد من خلال تنفيذ برامج توعوية وتثقيفية عن مخاطر هذه الظاهرة التي تتفاقم يوماً بعد يوم. كما يجب مراعاة الذوق العام المتعلق بالاحتشام واحترام مشاعر الآخرين في اللباس اللائق والمناسب والمتوافق مع قيم المجتمع وأصالته.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة