ما بين موقعة اليابان وهزيمة بلاط الشهداء

 

غازي الرواس

الرئيس الأسبق لنادي ظفار

 

لطالما كنت مُراقبًا موضوعيًا ومُحبًا بجنون لمُنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم؛ لأكثر من 4 عقود، منذ الهزائم القاسية إلى الانتصارات الكبيرة، وبعد كل هذه الأتراح والأفراح توصلت إلى عشرات النتائج ومُقدمة واحدة، وحتى لا أصعب الأمر على نفسي أولاً والمتلقي ثانيا، سأركز على المقدمة وهي واحدة؛ مفادها: ماذا نُريد أولًا؟ وماذا نتوقع من منتخبنا ثانيًا؟

لا شك، أن المُحب منِّا والعفوي أيضاً، سيقول الفوز، لكن الإجابة المُباشرة والسهلة جدا، إما أن يكون هناك عمل مدروس وممول مادياً بشكل منطقي ومُتوازن ولكن فيه وجاهة وكرم .. أو أن يكون على سياسة ما يخبئه لك القدر... علماً بأن الثاني يوافق الإرث القاسي لهذا البلد وتجاربه وحضارته، لأنه بلد مخلوق لمُقاومة الموت والفناء.. بلد مُتجدد بطبيعته الكيمائية المتراكمة.. عليه أصبح لزامًا على المتحكمين بضروريات الوظيفة المناطة بهم على رأس العمل المُباشر بهذا الفريق الكروي، وكذلك أرباب العمل الذين دون شك يعرفون ويقدرون  مدى أهمية البناء والفعل، أطلب منهم عاجلا ليس آجلا اتخاذ القرار.

سيأتي من يقول وماذا تراهم فاعلون؟ سأقول هناك حلول وطرق مُتعددة ومُتشعبة وهناك مدارس ونظريات، ولذلك علينا أن نُحرر أنفسنا من حسابات الفوز المجاني العاطفي دون مهر أو صداق ولنركز على حسابات عدم الخسارات المميتة، الحل يكمن في حسابات النفقة. والمعروف أن حسابات النفقة لطيفة  وميسرة ومدة الوفاء بالتكاليف طويلة نسبيًا وغير مُرهقة وإن كانت مضنية... المتابع لفنون وزوايا  كرة القدم يُدرك أن هناك عدة مدارس لهذه الحرفة والفن.. قد نجد في تقسيم ابن خلدون للعمران حلاً؛ حيث قسَّم العالم إلى 7 أقاليم من الأول إلى السابع ومدى قربها من خط الاستواء الذي يتوسطها. وأحسنها مزاجا وخلقة من الثالث إلى الخامس..

عموماً هذا ليس موضوعنا، وإن كان همنا، علينا هنا عطفاً على كل ما قلته، وبناءً عليه يجب أن ندرك إمكانياتنا ونحترم قدراتنا في نفس الوقت.

أعود لما قلته سابقاً حتى لا أعطي فرصة لمن يشكك أنني لا أربط الأشياء، فقد ركزت على المقدمة والتي هي واحدة، وهي فريق كرة قدم لعُمان يقدم لنا الفرحة، أنا لا أطالب بانتصارات أبدية، وإنما فرحة، أما النتائج فهي مُتعددة ومتشعبة.

مرة أخرى أعود إلى تقسيمات ابن خلدون، فنحن على الأقل في عالم كرة القدم نقع في التقسيم الفاخر بين الثالث والخامس، مثلنا مثل البرازيل رغم كبرها وفقرها، وبرغم ثرائها أيضًا وحضارتها، فإنِّها تُنبت لاعبي كرة قدم على سواحلها وسهولها نبتًا بريًا نقيًا، مثلها مثل عُمان، ولذا نحتاج فقط إلى موظف عمومي يعرف مهامه ومحب  لخراجه، بلغة أهل عُمان نحتاج "بيدار" يعرف تربته وقيمة غلته.. ترى الأمر هين وسهل وغير مرهق!!

تعليق عبر الفيس بوك