بيرق الشعر ودعم الابتكار

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

تدخل الدول المزدهرة في صناعة منجزات مختلفة وتخوض غمار ذلك سعيًا منها للتفرد بكل ما هو جديد وحينما يكون الحال كذلك فإنِّه ليس ببعيد أن تتطور العقول البشرية التي من شأنها أن تألف الجديد وتميل بطبيعتها إلى كل ما هو حديث، وفي هذا الإطار عندما يلامس التحديث الصغير والكبير وكذلك القديم وصولا إلى الموروثات الشعبية وصناعة الكلمة والمفردة، فإنَّ الشعر يتسامى ويعلو ويتسع وينتشي بالجديد عندما تحط قوافل الحداثة والابتكار والإبداع حوله وفيه.

وبالنظر إلى ما تقدم فإن الكثير من الدول إن كان ذلك اليوم أو في عقود سابقة قدمت للأمة عبر وسائلها المختلفة مرئية كانت أو مسموعة أو مقروءة حللا من البرامج التي أظهرت الكثير من الإبداعات والمواهب المختلفة وإذا كنَّا نتفق بأن الشعر وبحوره المختلفة لابد أن يحظى باهتمام كبير، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لم تغفل ذلك مطلقًا، فظهر من أراضيها في فترة من الفترات برنامج "نجم القصيد"، وأخذ ما أخذ من الاهتمام والمتابعة والظهور، وكانت النتيجة أن قدم العديد من الأسماء والوجوه والشخصيات التي هي اليوم تحسب على الشعر والثقافة والأدب، وأتى بعد ذلك برنامج "شاعر المليون"، الذي تتأهب له هذه الدولة الرائدة في التطوير لإبرازه بشكل مختلف. وها هي تستعد لانطلاقة نسخة جديدة منه والذي يعد البرنامج الأكبر والأضخم في عالم الشعر منذ سنوات طويلة، ولم يتمكن أي برنامج آخر من منافسته، رغم ظهور عدة برامج ومسابقات بقنوات عديدة، إلا أنه ما زال البرنامج المسيطر على الساحة الشعرية في الخليج والوطن العربي، أما عن القاعدة الجماهيرية التي يشكلها فتعد الأكبر من بين كل البرامج.

وإذا ما أردنا أن نسلط الضوء على هذا البرنامج الذي يحظى باهتمام القيادة السياسية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فإنِّه برنامج فعَّال وناجح ومتميز وكذلك الحال قدم العديد من الأسماء والأقلام الشعرية مثل الشاعر الكبير محمد بن فطيس المري ومحمد بن الذيب اللذين نوجه لهما التحية والزملاء الآخرين الذين فازوا بتتويجهم للبيرق وإذا ما سلطنا الضوء على جائزة البرنامج فإننا نجدها جائزة سخية وكبيرة وتليق بالمستوى الذي وصلت إليه دولة الإمارات وإن أردنا أن نأخذ جانبا يتمثل في إقامة المهرجان فإن مسرح شاطئ الراحة يحتضن هذه الفعالية والتظاهرة بين جنباته في كل موسم فالمسرح بحد ذاته بني على طراز عالٍ من الفخامة والجمال ومستوفيا الاحتياجات واللمسات التي من شأنها أن تريح الجماهير وأيضًا المشاركين في هذا الحقل المعرفي.

كذلك تولي إدارة البرنامج أهمية كبيرة للمنتسبين لهذا البرنامج فمن حيث الإقامة والإعاشة فإنها متكفلة بذلك في أرقى النزل السياحية بأبوظبي ناهيك عن البرنامج الجميل الذي يعد للمشاركين.

وفي هذا المقام الذي يبدو أن العالم منشغل بالدفاعات المستميتة ضد كوفيد-19، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة على وشك إعلان هذا البرنامج على الملأ، وإن دل هذا على شيء؛ فإنما يدل على اهتمام المسؤولين في أبوظبي ودبي وبقية الإمارات الأخرى وحرصهم الشديد لدوام الثقافة؛ حيث إنهم ينظرون إلى هذا البرنامج على أنه واحد من مصادر المعرفة وكسب المعلومة، ولم ينسِها تطور هذا الوباء إقامة هذا المهرجان.. فكلمة شكر نوجهها إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي عهده الشيخ محمد بن زايد وإلى صاحب السُّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، الرجل الذي جعل من دبي الرقم "واحد" في استقطاب السياحة المحلية والخارجية ليس فقط في الخليج فحسب؛ بل في الوطن العربي على وجه العموم.

إن وجود هكذا قيادات فكرية محبة لبلدها تعمل على تذليل الصعاب للمقيمين فيها، يعد أنموذجًا يحتذى ونراهم بأنهم تضرب بهم الأمثال، فالله أسأل أن يوفق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وشعباً لما يتطلعون إليه راجية كل التوفيق للقائمين على برنامج شاعر المليون الذي آمل أن يحالفني الحظ بالتواجد فيه متى ما كانت الرغبة موجودة.

فمن عُمان السلام ومن عُمان المحبة إلى دولة الإمارات الشقيقة، كل التحايا والدعوات ومن تقدم إلى تقدم وليحفظ الله الخليج بأكمله.