وداد الإسطنبولي
من نعم وسائل التواصل الاجتماعي أنها سهّلت لنا التفاعل الثقافي والاجتماعي، وتبادل الأفكار والآراء مع الآخرين، وقصرت المسافات، وباتت في متناول الجميع، ولكن أحيانًا هناكَ مَن يترك أثرًا سلبيًا عند استخدامها وهو لا يدري، أو لعله يدري! فبعض التعليقات التي نشاهدها في المقاطع، أو نسمعها، والتعليقات التي تكتب تحت مواضيعها لا تليق بنا، وإن كانت الأخبار حقيقة، ولها شواهد ولكن أحياناً رمي الكلام على عواهنه خطأ يرتكبه قائله وكاتبه. فكلنا أخطاء وعيوب وإن كانت صغيرة فهي مستصغر الشرر، ولكن ألملم موضوعها برقي، وأترك الرقابة للرقيب. فالدنيا دائرة ولا نعلم ما يخبئه الدهر لنا.
بعض الناس يَهْوون الظهور والإشعاع الإعلامي، ويكون لديهم الاستعداد الكلي لقول أي شيء عبر مواقع التواصل والإدلاء برأيه، دون اتخاذ الحكمة في النشر وتنشيط الحديث، وعدم مراعاة السياق العام للشرح في الرؤية والسمع، فليس من الحكمة أن تُثار كل المواضيع؛ لأنها تمثل بلدنا الحبيب، ليس من الحكمة أن تُثار بعض الأمور ويُشار بها لأهل منطقة مُعينة، ولكن علينا أن نتحدث بأسلوب لائق دون أن نوجه الأنظار الخارجية لنا، ولنحمي أنفسنا من زوبعة الرسائل الإعلامية تحت مسمى "التوجيه والنصح" نحن في غنى عنها ولا ندري ما العاقبة.
وهنا أجد أنَّ استخدام الكمامة مهم ليس لردع المرض فقط، وإنما لتكميم بعض الأفواه التي لا تنطق خيراً ولا تراعٍ الصمت.
فعندما ينتقد أحدنا مقطعاً ما أو مادة مصورة، فينبغي اختيار النهج والتفكير العقلاني المؤطر بالأدب والأخلاقيات، فلا يمكن الاعتماد على زلة ما، في المجتمع واعتمادها كمقياس؛ لأنه عند ذلك أعطي انطباعا سلبيا عما سيسمعه الآخرون، ويشاهدونه ويسلطون الضوء عليه، فبعض الثغر، يحبها الحاسدون، لذا علينا أن ندرك خطورة هذه التقنية، فليس هناك أمر بدون رقابة أو توجيه. لربما هناك أعمال من الجهات المعنية تعمل بصمت؛ لأن ليس كل حدث يُثار أمره.
أنشئ محتوى صالحًا للنشر، وعبر فيه عن رأيك بطريقة لا تُشكل مساسًا أو إساءة للآخرين.
للأقلية من المجتمع لا نطلب من الله سوى الهداية لنا ولهم.