لماذا ازدادت حركة المرور بصلالة؟

عبد الله العليان

شهد هذا العام في موسم الخريف بصلالة، أزمة صعوبة الحركة المرورية بصورة لافتة، لم يتوقعها أحد من حيث الازدحام، سواء داخل المدينة وضواحيها، أو حتى في الطرق التي يذهب إليها الزوار والمقيمون الذين يسكنون في تلك المناطق الجبلية.

الازدحام شمل أيضاً مناطق العيون والمتنزهات في السهول والمرتفعات الجبلية، وغيرها من الأماكن التي يعتادها الزوار في هذا الفصل، وهذا بلا شك- كما كتبت في مرات سابقة- دليل على أن صلالة تحتاج إلى إعادة تخطيط، تساهم في تخفيف الازدحام المروري، الذي سيزداد في السنوات المقبلة، بسبب زيادة المركبات، ومع زيادة الخدمات الضرورية، وكذلك التوقعات بأن تشهد السلطنة اهتماماً كبيراً على الخارطة السياحية العالمية ومن المهم الاهتمام بوضع خطط للحركة السياحية.

لا شك أن الدولة نفذت منذ عدة سنوات العديد من المشاريع المهمة في مدينة صلالة وبناء العديد من الجسور وغيرها من المخارج لتخفيف الازدحام في بعض الفصول، وإضافة مرافق أخرى في مجال الطرق وتوسعيها.. لكن هذا الجانب يحتاج إلى مخطط أشمل، لكون المخططات السابقة لم تكن بالصورة المطلوبة التي تفي بالحاجة إلى خطط مستقبلية تستوعب الزيادة السكانية، وكذلك متطلبات ما ينبغي أن تكون عليه مدننا لاستيعاب الحركة السياحية؛ ومنها قضية المرور.

وقد كتبت عن ذلك كما أشرت آنفاً، منذ عدة سنوات، عن أهمية إعادة تخطيط مدينة صلالة، بما يواكب حركة النشاط السياحي والزيادة السكانية، خاصة في فصل الصيف بصورة أكبر، كما إن السياحة الداخلية تزداد في كل العام، وأغلبهم يأتي من خلال المركبات، ومع الزوار الآخرين من مجلس التعاون، وهذه تزداد كل العام، ولذلك من الضروري أن تهتم الجهات المعنية بالحركة المرورية وفق مخطط يساهم في التخفيف من الازدحام وفق رؤية مستقبلية وليست مؤقتة.

وقد طرحتُ في بعض هذه المقالات الحاجة إلى فتح بعض المخارج التي تخفف على الشوارع الرئيسية الازدحام المروري بصلالة، الذي ازداد بشكل لافت هذا العام، بحكم أن محافظة ظفار أصبحت وجهة سياحية في هذا الموسم سواء للزائرين من مناطق السلطنة المختلفة، أو من دول مجلس التعاون.. ولذلك من الضروري إيجاد الوسائل التي تسهم في إيجاد المخارج التي تسهل الحركة المرورية، أو الخدمات التي يحتاجها الزوار، خاصة مناطق العيون والمتنزهات، وهناك بعض العيون، مثل عين كور، التي تقع غرب ولاية صلالة، والقريبة من مصنع ريسوت للأسمنت. هذه العين يزورها الكثير من الزوار والسياح الذين عرفوا عنها أن بها شلالات مع قوة فصل الخريف عادة، لكن الإشكال  الطريق صعبة، وليست حتى ممهدة، ولن نقول مسلفتة! لوجود وعورة كبيرة في هذه الطريق التي ليست بعيدة جداً عن المدينة، ولذلك هذه تحتاج إلى اهتمام، سواء في تسهيل الطريق إلى هذه العين، أو وجود أماكن لوقوف السيارات وخدمات سياحية أخرى لجلوس الزوار في هذا المكان الجميل.

أيضًا من الموضوعات التي تهم حركة المرور وتساهم في التخفيف وانسياب الحركة المرورية، وأشرت إليها أيضاً في مقالات سابقة، مشروع طريق شارع  السلطان قابوس الساحلي الذي تم الاتفاق على ازدواجيته من سنوات، لكونه من الشوارع الرئيسية المُهمة بولاية صلالة، ويربطها بالعديد من الولايات بمحافظة ظفار، ومع أنَّ الموافقة على ازدواجيته قد تمت، وتم تعويض البعض- كما سمعت- الذين تم الاقتطاع من أملاكهم لهذا الطريق، ومع ذلك لم يتم الشروع في هذا الطريق الحيوي حتى الآن!

ومن المقترحات التي أشرت إليها في مقالات سابقة، ونكرر الحديث عنها هذه المرة أيضاً، موضوع فتح مسارات أخرى لطرق فرعية، مثل الشارع المتفرع من شارع السلطان قابوس، وهو مغلق من سنوات عديدة! والذي  يربط  دوار الخيالة السلطانية، وفندق كراون بلازا مع أنه سيخفف الكثير من الازدحام المروري، كما إن بعض الآراء والمقترحات التي طرحت وتطرح من المهتمين بقضية الاختناق المروري، النظر في ازدواجية شارع أرزات إلى دوار المعمورة. أيضاً من المقترحات التي ستسهم في تخفيف الازدحام، ازدواجية شارع الفرق الوطنية من دوار شرطة عُمان السلطانية إلى الطريق الذي يلتقي بطريق أرزات- المعمورة، إلى جانب التفكير في طرق فرعية نأمل  يتم النظر فيها، بما يسهل حركة المرور، وهذه الأفكار والمقترحات، تحتاج إلى النظر إليه بجدية، من جهات الاختصاص، وإذا لم يتم الآن، سيأتي الوقت ـ كما قلت آنفاً ـ إلى النظر فيها، لكن بتكلفة أكبر مما لو تم التخطيط لها مبكرًا.

أيضًا من الشوارع المهمة والحيوية الذي يحتاج إلى ازدواجيته، شارع السلطان تيمور الذي يربط منطقة السعادة، بمناطق صلالة الأخرى، وكذلك بعض الولايات، وأصبح يشهد ازدحامًا وارتباكًا، خاصة في هذا الفصل، وربما يُتوقع أن يزداد ازدحامًا في الأعوام المقبلة، مع كثافة الحركة السكانية في المناطق الجديدة التي ترتبط بشارع السلطان تيمور، والمهم أن يتم التخطيط المستقبلي لمدننا العمانية، بما لا يجعل الإضافات المقبلة مكلفة جداً، ويتم أيضاً إقامة تعديلات أخرى لهذه الإضافات، والخطط المستقبلة، توفر للدولة ربما مئات الملايين، من أجل إقامة الجسور والإضافات والتعديلات.

ومن هنا يجب أن نستعد لما هو مقبل من خلال الخطط السليمة والإيجابية دون تأجيل.. رسالة لمن يهمه الأمر.